Daulah Umayyah di Syam
الدولة الأموية في الشام
Genre-genre
وله أيضا:
يا أهل ... وأهل الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق وعبيد العطاء وأولاد الإماء، ألا يرفأ الرجل منكم صلعة، ويخسر حمل رأسه وحقن دمه، ويبصر موضع قدمه، والله ما أرى الأمور تمضي حتى أوقع بكم وقعة تكون نكالا لما قبلها وتأديبا لما بعدها.
35
أما وقد أثبتنا لك هذه الخطب فيمكننا أن نقول: إنها لا تخلو من التهديد والوعيد والإهانة والتنديد. ثم إننا نشتم منها رائحة الدعوة المنظمة ضد العراقيين، فأحب الأمويون أن يظهروا ثوراتهم بمظهر الحركات الداعية إلى التدمير والتقتيل والتخريب، ولطالما استمسك بنو أمية بعروة الخلافة وبينوا جلالها وأهميتها الدينية، فادعوا أن الله ناصرها ومذل أعدائها، وأن الذين يسعون في الخلاف عليها هم الكفرة الفجرة، ولا غرابة في ذلك، فالعاهل الأموي كان خليفة رسول الله، ومن يخرج على الخليفة فإنما يخرج على رسول الله، ومن يخرج على رسول الله فإنما يخرج على الله ومقره جهنم وساءت مصيرا، ذلك هو تعلقهم بالحق الإلهي في حكم الأمم
Divine Right Theary ، فنرى أن سياسة الشدة والإرهاب كانت عاملا كبيرا في إشعال نيران الثورات ضد الأمويين في العراق.
العامل الثالث: «ابن الأشعث طموح يسعى للاستقلال»: لم يركب ابن الأشعث مركب الثورة الخشن ، ولم يقدم على العصيان إلا لما كان يجول في صدره من الأطماع، فود الانفصال عن الأمويين والسيطرة على العراق وغيره من الأقطار إن بسم له الزمن وساعدته الأيام، وقد عرف ذلك فيه الحجاج بن يوسف فبعثه إلى فتح تركستان، وكانت قد أنهكت جيوش الأمويين علة لا يئوب منها.
وروى لنا كل من الطبري والدينوري أن الحجاج كان يضمر لابن الأشعث حقدا هائلا ويرى إعدامه، والظاهر أيضا أن ابن الأشعث بادله هذا البغض، فاستلم قيادة الجند وفي نفسه ما في نفسه من الإيقاع بالحجاج والثورة عليه، قال الطبري: وكان الحجاج، وليس بالعراق رجل أبغض إليه من عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وكان يقول: ما رأيته قط إلا أردت قتله،
36
وذكر عن لسان ابن الأشعث أنه قال: «وأنا ... إن لم أحاول أن أزيله عن سلطانه فأجهد الجهد إذ طال بي وبه بقاء»،
37
Halaman tidak diketahui