202

Daulah Umayyah di Syam

الدولة الأموية في الشام

Genre-genre

ولم يكد أبو مسلم يستلم مهام منصبه حتى أظهر براعة تامة في نشر الدعوة، فوجه رجاله إلى النواحي من خراسان بزي التجار، ونظم حركته فولى على شيعته في البلاد رجالا من أهلها، وكان على اتصال دائم بهؤلاء الزعماء، فأصدر إليهم أوامره وطلب منهم تنفيذها حرفيا، وبلغ من نجاحه أنه أجمع الخراسانيون على محبته وصار من أعز الناس عندهم منزلة وأرفعهم مقاما، فقال الدينوري: «إنهم كانوا يتحالفون فلا يحنثون ويذكرونه فلا يملون.»

15

اللواء والراية

وعرف دعاة العباسيين باللواء والراية في بدء أمرهم، وقد بعث بهما الإمام إلى أبي مسلم في خراسان، أما اللواء فيدعى «الظل»، وأما الراية فتدعى «السحاب»، وكان تأويلهما «أن السحاب يطبق الأرض، وكما أن الأرض لا تخلو من الظل، كذلك لا تخلو - تيمنا - من خليفة عباسي إلى آخر الدهر.»

16

سياسة فرق تسد

لجأ أبو مسلم الخراساني إلى السياسة المعروفة بسياسة «فرق تسد» حينما أراد مناوأة العرب الأمويين المنتشرين في الأقطار الفارسية، واستغل اختلاف بعضهم على بعض، فراح يشعل نار العصبية في صدورهم ويرسل دعاته إلى الزعماء ليوقعوا بينهم الضغينة والبغضاء.

ولو درسنا أحوال القبائل العربية في أواخر القرن الأول للهجرة لتحققنا أن الخلفاء الأمويين المتأخرين لجئوا أيضا إلى تفرقة العرب وإنماء روح العصبية بينهم، فأحسنوا إلى فئة منهم وأغدقوا عليها النعم وعينوا لها الرواتب وأسندوا لرجالها المناصب دون الفئة الأخرى، فجاء أبو مسلم وبذل الأموال لإثارة الفتن بين مختلف القبائل العربية؛ فتكللت مساعيه بأكاليل النجاح، ووقعت العصبية بين المضرية واليمانية بخراسان. (د) العصبية القبائلية تهدم صرح المملكة الأموية

كانت الحكومة الأموية - على عهد مروان بن محمد الخليفة الأخير - لا تستعمل أحدا من اليمانية ولا تستعين بهم في الشئون الحربية والإدارية والسياسية؛ وذلك لأن نصر بن سيار الليثي والي خراسان كان متعصبا على اليمانية مبغضا لهم، فغضب الكرماني زعيمهم واجتمع إليه أحياء العرب واعتزل الحكومة ونصب لها العداء، فاستفاد أبو مسلم من هذه الفرصة وأخذ يتقرب من كلا الزعيمين الكرماني ونصر بن سيار الليثي، وينفذ إليهما الكتب ويمني الحزبين بالمساعدة والمعونة، ويرجو لكل منهما الانتصار على عدوه، وصار يعرض عليهما الجوائز ويؤمنهما، عسى ينضم أحد منهما إليه، فصرح لهم مرارا «إن الإمام أوصاني بكم ولست أعدو رأيه فيكم.»

17 (ه) العصبية بين المضرية واليمانية

Halaman tidak diketahui