Daulah Umayyah di Syam
الدولة الأموية في الشام
Genre-genre
مما يدل أن عليا لم يصل إلى منصب الخلافة إلا بأمر الله، ومنصبه جليل سام لا رأي للناس فيه أو في انتخاب الرجل الذي يجب أن يتسنمه، إذ إن الله خصه به، ولقد قاموا على علي لأنه شك في صحة خلافته وجعل نفسه عرضة للحكم الذي يصدره الحكمان.
رابعا : إننا لو تصفحنا العقد لتحققنا أن عليا لم يلقب فيه بأمير المؤمنين
47
مما يبرهن لنا أن خليفة المسلمين رضي بأن ينزل نفسه منزلة معاوية حاكم دمشق، وأن يخضع وإياه لصوت القضاء، وهذا ضعف في سياسته كما لا يخفى. (2-4) مؤتمر أذرح
دومة الجندل وأذرح
كانت دومة الجندل البلدة التي صمم الحكمان على جعلها مقرا للمؤتمر في بادئ الأمر، إذ إنها في مركز وسط بين سورية والعراق، وقد انتخبت أذرح أيضا مكانا لاجتماعهما، وهي من أعمال الشراة ثم من نواحي البلقاء وعمان
48
مجاورة لأرض الحجاز، تبعد نحوا من ميل عن الجرباء، ويستطاع القول إنها في منتصف المسافة بين معان وبطرا (وادي موسى) في أيامنا هذه.
وكانت أذرح محطا للقوافل القرشية التي أمت سورية أيام الرسول
صلى الله عليه وسلم ، وقد لعبت دورا مهما في الأعصر الرومانية إذ جعلوها مخيما ومركزا للمواصلات مع البحر الأحمر، وهي غنية بمياهها في تلك البقاع الجرداء، ووريثة بترا في اجتذابها القوافل حين مرورها إلى شرقي الأردن، ولقد خسرت مركزها التجاري حين الفتح الإسلامي، وكان لمعان النصيب الأوفر في النمو والازدهار بعدها، وآخر ذكرى لها في التاريخ الأموي هو تنازل الحسن بن علي عن الخلافة فيها لمعاوية، والظاهر أنها خربت أيام الحملات الصليبية على سورية؛ لأن مؤرخيهم لا يذكرونها مع كثرة معسكرات اللاتين كوادي موسى
Halaman tidak diketahui