Daulah Umayyah di Syam

Anis Zakariya Nusuli d. 1357 AH
147

Daulah Umayyah di Syam

الدولة الأموية في الشام

Genre-genre

7

ثانيا:

منافسة الأجانب البيزنطيين في بنائهم أيضا وحبا بالظهور أمام الأغيار بمظهر القوة والغنى، وكان عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل يود لو ينزع الحلي التي زين بها الوليد المسجد الجامع لتصرف على قضاء حاجات المسلمين وتنفق في مصالحهم، فغير رأيه وقال: «لا أرى مسجد دمشق إلا غيظا على الكفار، فنزل عما كان هم به من نزع حليه .»

8

ثالثا:

ضيق فناء المسجد الذي اتخذه معاوية للمصلين، وكان موضع هذا المسجد كنيسة يصلي المسلمون في ناحية منها والنصارى في ناحية، فلم يزالوا كذلك حتى كثر عدد المسلمين في دمشق وتوافدت الناس إليها من كل صوب في أيام الوليد، فطلب إلى المسيحيين أن يعطوه النصف المختص بهم لقاء إضعاف ثمنه، وتعهد لهم ببناء كنيسة في دمشق حيث شاءوا، فأبوا عليه فهدمه مدعيا أن المسلمين الفاتحين أخذوه عنوة وأضافه للمسجد، وكان أول من هدم فيه حجرا.

قال ابن عساكر يصف هدم هذا النصف من الكنيسة: «لما عزم الوليد على الهدم قال له النصارى: لا يهدمها أحد إلا جن ... فخرج الوليد ومعه وجوه أهل البلد حتى ملئوا الكنيسة، فأتى بفأس وقال: إن هؤلاء يزعمون أن أول من يهدمها يجن وأنا أول من يجن في الله تعالى، وتناوله كل من حضر.»

9

ومما هو جدير بالذكر؛ أن الجند الإسلامي المحارب اشترك في نقل الأدوات اللازمة للبناء واستجلبها من مختلف الأصقاع، أخبرنا ذلك أحد الغزاة الشاميين فقال: «كنا معشر أهل الشام وإخواننا من أهل مصر وإخواننا من أهل العراق نغزو، فيفرض على الرجل منا أن يحمل من أرض الروم قسما من الفسيفساء وذراعا في ذراع من رخام، فيحمله أهل العراق وأهل حلب إلى حلب، ويستأجر من يحمله إلى دمشق، ويحمله أهل حمص إلى حمص ويستأجروا من يحمله إلى دمشق، ويحمل أهل دمشق ومن ورائهم حصتهم إلى دمشق.»

10

Halaman tidak diketahui