Daulah Umayyah di Syam
الدولة الأموية في الشام
Genre-genre
وبها من المسك والزعفران ما ينقل إلى الأمصار الإسلامية وكذلك الأوبار من السمور والسنجاب والثعالب وغيرها.
وأما سماحتهم فإن الناس في أكثر ما وراء النهر كأنهم في دار واحدة، ما ينزل أحد بأحد إلا كأنه دخل دار صديقه، لا يجد المضيف من طارق في نفسه كراهة، بل يستفرغ مجهوده في غاية من إقامة أوده من غير معرفة تقدمت ولا توقع مكافأة، بل اعتقادا للجود والسماحة في أموالهم.
والغالب على أهل ما وراء النهر صرف نفقاتهم إلى الرباطات وعمارة الطرق والوقوف على سبيل الجهاد ووجوه الخيرات، وبما وراء النهر زيادة على عشرة آلاف رباط في كثير منها إذا نزل الناس أقيم لهم علف دوابهم وطعام أنفسهم.
وأما بأسهم وشوكتهم فليس في الإسلام ناحية أكبر حظا في الجهاد منهم، وذلك أن جميع حدود ما وراء النهر دار حرب، فمن خوارزم إلى أقصى فرغانة هم القاهرون للأعداء يمنعونهم من دار الإسلام.
وهم أحسن الناس طاعة لكبرائهم وألطفهم خدمة لعظمائهم؛ حتى دعا ذلك الخلفاء إلى أن استدعوا من وراء النهر رجالا، وكانت الأتراك جيوشا ذات بأس وإقدام وحسن طاعة، فقدم إلى الخلفاء «العباسيين» منهم جماعة صاروا قوادا وحاشية للخلفاء، ثم قوي أمرهم وتوالدوا وتغيرت طاعتهم حتى غلبوا على الخلفاء مثل الأفشين وآل أبي الساج، وهم من أشروسنة والإخشيد من سمرقند.»
27
ويراد بكلمة ما وراء النهر في عرف العرب كل المقاطعة الواقعة شرقي نهر جيحون، فهي تشتمل على بلاد الصغد وأشروسنة وفرغانة وألشاس وبخارى وغيرها، وكان معاوية أول من وجه وجهه نحو بلاد ما وراء النهر، فاستعمل عبيد الله بن زياد على خراسان وأوصاه بغزوها، فعبر النهر وعمره خمس وعشرون سنة ومعه جيش يتألف من أربعة وعشرين ألفا، ففتح بخارى وصالح أهلها على ألف ألف درهم (1000000)، ثم دخل بيكند - مدينة التجار - وتقع بين بخارى وجيحون ولها ذكر عظيم في الفتوح، قال صاحب كتاب الأقاليم: «... إن بها من الرباطات ما لا أعلم ببلد من البلدان من وراء النهر أكثر منها، بلغني أن عددها نحو ألف رباط، ولها سور عظيم ومسجد جامع به محراب ليس أحسن زخرفة منه.»
28
وولى معاوية سعيد بن عثمان بن عفان خراسان، فقطع النهر سنة 55ه/674م، وأقبل إليه أهل الصغد وكس ونسف في مائة وعشرين ألفا، فهزمهم وأفشى فيهم الجراح بمعركة بخارى، ودخل مدينة بخارى نفسها ظافرا كما دخلها عبيد الله بن زياد من قبله، وصالح أهلها على سبعمائة ألف درهم، وأخذ رهنا من أبناء عظمائهم لئلا ينقضوا عهودهم.
المهلب بن أبي صفرة، وقتيبة بن مسلم
Halaman tidak diketahui