Enam Tahap dan Rahsia Rangkaian: Sains bagi Zaman yang Bersambung
الدرجات الست وأسرار الشبكات: علم لعصر متشابك
Genre-genre
عوالم صغيرة
عندما بدأ التعاون بيني وبين ستيف ستروجاتس، لم نكن على علم بأي من هذه الأمور. ولم يكن لدى أي منا فكرة عن رابوبورت أو جرانوفتر، أو أي معرفة في الواقع بالشبكات الاجتماعية على الإطلاق، كان لدى كل منا بعض المعلومات عن الفيزياء فحسب؛ نظرا لتخصصي فيها في الكلية، لكنها كانت أكاديمية عسكرية، وما حصلته من معرفة - ما بين التدريب العسكري والمغامرات الخارجية والمشاغل الدنيوية العامة لأي شاب في البحرية - كان بعيدا وليس ذا صلة مباشرة قوية بأي من هذه الموضوعات. شكلت نظرية الرسوم البيانية لغزا أيضا، ونظرا لكون نظرية الرسوم البيانية فرعا من الرياضيات الخالصة، يمكن تقسيمها إلى مكونين؛ الأقرب إلى الوضوح والمبهم تماما، أما الجانب الواضح، فقد تعلمته من أحد الكتب الدراسية، وبعد بضع محاولات غير مجدية مع الجانب الآخر، أقنعت نفسي أن الأمر لم يكن مشوقا على أي حال.
وصل بنا كل هذا القدر من الجهل الشديد إلى وضع حرج، فكان لدينا يقين مقنع بأنه لا بد أن أحدا ما فكر في هذه المشكلة من قبل، وساورنا القلق بشأن إهدار وقت طويل في دراسة ما جرى دراسته من قبل بالفعل، بل إننا فكرنا أيضا أننا إذا شرعنا في البحث في الأمر، يمكن أن يثبط من عزيمتنا القدر الذي حققه آخرون بالفعل، أو نقع في شرك التفكير في المسألة من وجهة النظر نفسها، والتعلق بالأفكار نفسها التي امتلكها آخرون، وبعد أن قضيت شهرا بالمنزل في أستراليا لأفكر في الأمر، قابلت ستيف في مكتبه في يناير من عام 1996، واتخذنا القرار بأن نخوض التجربة وحدنا. لم نخبر أحدا، ولم نقرأ أي شيء تقريبا، وتخلينا عن مشروع صراصير الليل، وحاولنا إقامة بعض النماذج البسيطة للغاية من الشبكات الاجتماعية للبحث عن سمات مثل ظاهرة العالم الصغير. لا شك أن ستيف شعر بضرورة حمايتي من نفسي، فأصر على أن نمنح الأمر أربعة أشهر فحسب - أي فصلا دراسيا واحدا - وبعد ذلك إذا لم نحقق بعض التقدم الملحوظ، فسنقر بهزيمتنا ونعود إلى صراصير الليل، في أسوأ الأحوال، سيتأجل تخرجي فصلا دراسيا واحدا، وما دام سيسعدني ذلك، فلم لا؟ (1) مساعدة بسيطة من الأصدقاء
في تلك المرحلة كان قد مر على إقامتي في إيثاكا ما يزيد عن عامين، وبدأت أشعر بأنه أصبح لي وطن جديد وأصدقاء جدد، لكن ظل لدي شعور بالاتصال الوثيق بأصدقائي القدامى، لكن طرأ على ذهني أنه إذا سئل أي طالب عادي بجامعة كورنيل بشأن مدى الارتباط الذي يشعر به تجاه أي شخص عشوائي في أستراليا، فستكون الإجابة على الأرجح: «لا أعرفه جيدا.» في النهاية، لم يقابل معظم أصدقائي الموجودين في أمريكا أستراليا من قبل، وعدد قليل فقط من أصدقائي الأستراليين على معرفة بأمريكيين. تقع الدولتان بطرفين متقابلين من كوكب الأرض، وعلى الرغم من بعض التشابه الثقافي، والقدر الكبير من الانجذاب المتبادل، ينظر أغلب سكان كل منهما للدولة الأخرى على أنها بعيدة تماما، بل غريبة أيضا، ومع ذلك، كانت هناك على الأقل مجموعة صغيرة من الأمريكيين ومجموعة صغيرة من الأستراليين على معرفة وثيقة بعضهم ببعض بالفعل، مع أنهم قد لا يكونون على علم بذلك، وذلك بفضل صديق واحد مشترك؛ أنا.
ينطبق الأمر نفسه على نطاق أصغر بين المجموعات المختلفة لأصدقائي في جامعة كورنيل. كنت أدرس بقسم الميكانيكا النظرية والتطبيقية، وهو قسم صغير للدراسات العليا فاق فيه عدد الطلاب الأجانب الأمريكيين، قضيت قدرا هائلا من الوقت في ذلك القسم، وتعرفت على طلاب الدراسات العليا الآخرين جيدا، لكنني كنت معلما أيضا لتسلق الصخور والتزلج على الجليد في برنامج كورنيل التعليمي الخارجي، ومعظم من لا يزالون أصدقائي من جامعة كورنيل حتى الآن كانوا طلابا أو معلمين في ذلك البرنامج الخارجي. وأخيرا، فقد أقمت في مسكن كبير للطلبة في عامي الأول، وكونت بعض الصداقات الجيدة هناك. كان زملائي في الصف يعرف بعضهم بعضا، وأصدقائي بمسكن الطلبة يعرف بعضهم بعضا، وأصدقائي بالبرنامج الخارجي يعرف بعضهم بعضا، ومع ذلك، فإن هذه المجموعات المختلفة كانت جميعها «متباينة» تماما، فخلا المجيء لزيارتي، لم يكن لدى أصدقائي، في برنامج التسلق مثلا، أي سبب لزيارة القسم الذي كنت أدرس فيه بقاعة كيمبل، وكانوا يعتبرون (ولهم بعض العذر في ذلك) طلاب الدراسات العليا في الهندسة نوعا مختلفا من البشر.
إن إمكانية امتلاك شخصين لصديق مشترك يعتبره كلاهما «مقربا»، ونظرة كل منهما للآخر مع ذلك على أنهما «غريبان»، تمثل أحد مظاهر الحياة الاجتماعية التي تبدو شائعة، لكنها شديدة الغموض في الوقت نفسه. يمثل هذا التناقض محور مسألة العالم الصغير، وهذا ما سنتعرف عليه في الفصل
الخامس ، ومن خلال حله لن نتمكن من فهم نتائج ميلجرام فقط، بل أيضا فهم عدد من مشكلات الشبكات الأخرى التي تبدو ظاهريا لا علاقة لها على الإطلاق بعلم الاجتماع، لكن ذلك سيتطلب مزيدا من العمل. يكفي الآن القول إننا لا نمتلك أصدقاء فحسب، بل مجموعات من الأصدقاء، يحدد كل منها مجموعة معينة من الظروف - أي سياق ما، مثل مسكن الطلبة بالجامعة أو مكان العمل الحالي - وتؤدي هذه الظروف إلى تعرف بعضنا على بعض. وداخل كل من هذه المجموعات يوجد العديد من الروابط بين الأفراد، مع ندرة الروابط عادة بين المجموعات المختلفة.
مع ذلك تتصل هذه المجموعات بعضها ببعض بالفعل، وذلك بفضل الأفراد الذين ينتمون إلى أكثر من مجموعة واحدة، وبمرور الوقت، يمكن أن تزداد قوة هذه التداخلات بين المجموعات، ويقل وضوح الحدود بينها، وذلك من خلال بدء أفراد ينتمون لإحدى المجموعات في التفاعل مع أفراد من مجموعة أخرى عن طريق صديق مشترك. فعلى مدار الأعوام التي قضيتها في جامعة كورنيل، التقت المجموعات المختلفة من أصدقائي أخيرا، وصاروا أصدقاء فيما بينهم، هذا وقد حضر أيضا بعض أصدقائي الأستراليين لزيارتي، وبالرغم من عدم البقاء مدة كافية تسمح لهم بإقامة أي علاقات دائمة، صارت الحدود بين الدولتين الآن، إلى حد ما، أقل بروزا من ذي قبل.
بعد التفكير في هذه الأمور عدة مرات، والتجول بأرجاء حرم جامعة كورنيل قارس البرودة، قررت أنا وستيف أن هناك أربعة عناصر نريد تضمينها في نموذجنا؛ العنصر الأول هو أن الشبكات الاجتماعية تتضمن الكثير من المجموعات الصغيرة المتداخلة المرتبطة بعضها ببعض داخليا بقوة، ويرجع تداخلها للأفراد المنتمين إلى العديد من المجموعات. والعنصر الثاني هو أن الشبكات الاجتماعية تفتقر إلى الثبات؛ فتقام علاقات جديدة طوال الوقت، وتقطع علاقات قديمة. وثالثا، لا تتساوى جميع العلاقات المحتملة في إمكانية حدوثها؛ فتعتمد هوية من سأعرفه غدا على من أعرفه اليوم، إلى حد ما على الأقل. أما السمة الأخيرة فتمثلت في أننا نقوم أحيانا بأفعال مستمدة بالكامل من سماتنا وتفضيلاتنا الجوهرية، ويمكن أن تؤدي بنا هذه الأفعال إلى الالتقاء بأناس جدد لا علاقة لهم بأصدقائنا السابقين على الإطلاق. على سبيل المثال، كان قراري بالانتقال إلى أمريكا مدفوعا برغبتي في الالتحاق بالدراسات العليا فحسب، ولم أكن أعرف أي شخص عند ذهابي إلى هناك، ولم يكن أحد يعرفني أيضا، كان قراري أيضا بتدريس تسلق الجبال غير متأثر باختياري للقسم، وكذلك مسكن الطلبة الذي أقمت فيه.
بعبارة أخرى، يرجع السبب فيما نفعله - في جزء منه - إلى الوضع الذي نشغله في البنية الاجتماعية المحيطة بنا، وفي جزء آخر إلى خصائصنا وتفضيلاتنا الفطرية ، وتعرف هاتان القوتان في علم الاجتماع ب «البنية» و«الفاعلية»، ويكون تطور الشبكة الاجتماعية مدفوعا بالتبادل بين الاثنتين. نظرا لأن الفاعلية جزء من عملية صنع القرار لدى الفرد، ولا تقتصر على وضعه في البنية، فإن الأفعال الناتجة عنها تبدو كأحداث عشوائية للآخرين، لكن بالطبع تعد قرارات من قبيل الانتقال إلى دولة أخرى أو الالتحاق بالدراسات العليا نتيجة لمزيج معقد من الجانب النفسي والتاريخ الشخصي للمرء، وليست عشوائية على الإطلاق، لكن الفكرة هي أنه ما دامت الشبكة الاجتماعية الحالية لم تحدد هذه القرارات بوضوح، فيمكن أن نتعامل معها «كما لو كانت» عشوائية.
Halaman tidak diketahui