Damir: Pengenalan Singkat Sangat
الضمير: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
وقد يكون جزء من مثابرته متوارثا؛ حيث إننا نقابل هذا الصوت لأول مرة في نسخة الملك جيمس من الإنجيل حيث يعتقل إيليا من أجل حماسه الزائد: «وبعد الحريق صدر صوت ضعيف خافت، وكان هكذا عندما سمعه إيليا، حتى إنه غطى وجهه بعباءة.» (الآية 12 و13 من الإصحاح التاسع عشر من سفر الملوك الأول). وفي المعتقدات البروتستانتية التفسيرية، فهذا هو صوت الله يتحدث في قناع الضمير. وترفع تلك الخلفية المحترمة من منزلة جيميني، مثلما يفعل نزوع غاندي إلى القول بأنه «لا يمكن للصوت البشري أن يصل إلى المسافة التي يغطيها صوت الضمير الضعيف الخافت».
يقرر هاك أن يبلغ عن جيم، وبينما كان يكتب رسالة يكشف فيها عن مكان جيم ينتابه شعور «طيب كما لو كان قد اغتسل من الخطيئة». لكنه عندما فكر مليا في الأمر قرر تمزيق الورقة متقبلا اللعنة التي لا بد وأن تصاحب مسلكه الضال، واختتم كلامه قائلا: «حسنا، سوف أذهب إلى الجحيم.» ثم مزقها. ويستخدم هاك المفردات الأخلاقية الدينية، لكن بمعنى خاطئ طوال الوقت، وتعتبر حالته نموذجا مثاليا للنقطة التي أثارها شافتسبيري حول إساءة استخدام الدين في الأمور المتعلقة بالضمير:
فخشية الله لأي سبب غير ارتكاب فعل يستحق اللوم هي في حقيقة الأمر خشية للطبيعة الشيطانية وليست الإلهية، ولا تعني خشية الجحيم أو الأهوال الإلهية الألف وجود الضمير أيضا.
وهنا تقدم صورة مشوشة للعقاب الإلهي بوصفه القوة التي تنفذ الأعراف الاجتماعية المضللة، وفي حقيقة الأمر فمن سخافة الرأي العام المتخفي في صورة الدين أن البطلين غير مزودين بضمائرهما الواهنة كي يقاوما. وتتطلب حالتا بيب وهاك أن نسعى للوصول إلى وجهة نظر تساعد الفرد المستعد لتحدي القيم السائدة اليوم، حتى عندما تتخذ تلك القيم هيئة الضمير ذاته. وفي كل من هاتين الحالتين، وتحديدا في حالة هاك، يوجه ضمير أكثر صدقا (حتى وإن كان مجهولا) وأكثر عمقا خياراتهما الفعلية متحديا حتى الآراء الاجتماعية المتعارف عليها أو المتفق عليها. وقد يوصف هذا التحدي بأنه «أخلاقي» وصادر عن أخلاقيات الاختيار الشخصي وليس «معنويا» مستمدا من الافتراضات المجتمعية غير المدروسة.
ويذكرنا وضع فرد محاط بالمشكلات على خلاف مع ضمير خائف واهن بأن الإجماع السائد لا يعد بالضرورة أساسا كافيا للضمير، وأن الضمير الواقع تحت ضغط ليس حرا على الإطلاق، وأن الضمير كي يؤدي المهمة التي نحترمه من أجلها عليه أن يعمل مستقلا عن التحيزات ضيقة الأفق للآراء السائدة. ويحاول الفيلسوف النفعي جون ستيوارت ميل أن يبرهن على تلك المعتقدات على نحو مقنع، وربما يعد ميل أكثر واضعي النظريات حول الضمير مسئولية عن إدراكنا المعاصر لمهمته في حماية الأقلية من الأغلبية، وهو موقف غير شعبي لكنه مخلص صادر من قوة الأغلبية المعادية أو الرأي السائد. وهو يطلب التسامح، لكنه يتجاوز الخلافات السابقة التي وقعت باسمه جيدا. ويبدو التسامح الديني المجرد في الأشكال التي دافع عنها لوك غير كاف بالنسبة له، فمن وجهة نظره يجب أن يمتد التسامح إلى كل أنواع الآراء السياسية والاجتماعية، وهو يعارض على حد سواء استبداد السلطة الدينية والسياسات الحكومية، معلنا أن «كل ما يقمع الشخصية الفردية يعد طغيانا أيا كان الاسم الذي يطلق عليه، وسواء أكان يعترف بتطبيق إرادة الله أم أوامر الإنسان». ويتناول مقاله الذي يحمل عنوان «مقال عن الحرية» (1859) صراحة «طبيعة السلطة التي يمكن للمجتمع ممارستها على الفرد بطريقة شرعية وحدودها»، فالاستقلال الفردي والمبادرة الفردية قد يقيدهما التحكم الخارجي عندما تتعارض المصلحة الفردية مع مصلحة الآخرين فحسب. وهو يؤكد أن الحرية الفردية: ... تشمل أولا النطاق الداخلي للوعي، و«حرية الضمير» الملحة في أشمل معانيها، وحرية الفكر والإحساس، وحرية الرأي والشعور المطلقة في كل الموضوعات العملية أو النظرية أو العلمية أو الأخلاقية أو الدينية. وقد يبدو أن حرية التعبير عن الآراء ونشرها تقع ضمن مبدأ آخر، حيث إنها تنتمي لذلك الجزء من السلوك الفردي الذي يخص الآخرين، لكن لما كانت بنفس الأهمية تقريبا التي تتمتع بها حرية الفكر ذاته وتعتمد إلى حد كبير على نفس الأسباب، فهي عمليا لا تنفصل عنها. وثانيا، يتطلب المبدأ حرية التجربة والممارسة، وحرية وضع خطة لحياة المرء تناسب شخصيته، وحرية القيام بما نحب أن نفعله شريطة الخضوع للعواقب التالية دون أن يعوقنا الآخرون طالما ما نفعله لا يؤذيهم حتى وإن رأوا سلوكنا أحمق أو ضالا أو خاطئا.
تحديد جنس الضمير
يقيم الأبطال المصورون في هذا الكتاب في مكان يشبه نادي الضمير الخاص بالسادة النبلاء، وهو مكان يغلب عليه الطابع الذكوري. ولم يتفاجأ السير توماس مور الذي سجن من أجل خلجات ضميره عندما رفض التوقيع على قسم الخلافة عندما أخبرته ابنته مارجريت أنها قد وقعت عليه بالفعل، وهو عندما يقارنها بطريقة لطيفة - وفي الوقت ذاته صادمة - بحواء الفاتنة المغوية فإنه يفترض اعتبارات للضمير غير ذات صلة بحالتها.
لكن القرون الأخيرة شهدت تحريرا للضمير الأنثوي، حيث تقبلت النساء مزاياه وأعباءه، مثل رواية برونتي «جين إير» التي يستجيب فيها كل من روتشستر وجين على نحو فردي لمتطلبات الضمير. ويمتلك روتشستر قوة تقليدية يمكن أن يطلق عليها «ذكورية» نظرا لاكتفائها بالعقل وقربها الوثيق منه، ففي مقابلته الأولى الطويلة مع جين يهنئ نفسه على فصه الجبهي البارز قائلا «إنني أملك ضميرا» وهو يشير إلى «الأجزاء البارزة في رأسه التي يقال إنها تدل على وجود تلك الملكة». وهو يقر بامتلاك جين لضمير أيضا، لكنه يعتبره ضعيفا بالنسبة لموهبته. وعندما كان متنكرا في صورة عرافة، قرأ خطوط جبينها مؤكدا أنها تدل على إصرارها على اتباع إرشادات «ذلك الصوت الضعيف الخافت ...»، لكن ضمير جين له وجود مؤكد خاص به، فهي تقول بعد أن قررت أن تهجر روتشستر رغم رغبتها في البقاء «تحول الضمير إلى طاغية يخنق العاطفة». وهذا الضمير واضح تماما، وصوته ليس خافتا ولا ضعيفا، وهو يقول لها «عليك أن تنطلقي سريعا، فلن يساعدك أحد، وعليك أن تقتلعي عينك اليمنى وتبتري ذراعك اليمنى بنفسك». ثم يظهر ضميرها على هيئة امرأة متألقة في حلة أنيقة في ضوء القمر وتخاطبها بمزيد من الحدة قائلة: «فري من الإغواء يا بنيتي!» وتجيب جين قائلة «سوف أفعل يا أماه.» ويبدو جليا أن جين تمتلك ضميرا مميزا نشطا، وهو يتجسد على هيئة أنثى.
والضمير كما يتخيله ميل هو أحد جوانب «الوعي»، وبالطبع فهو يقصد هنا وجهة نظر حرة طليقة وليس مجرد شعور مزعج بالواجب أو أيا من صفات الضمير الأخرى التي تنطوي على عقاب ذاتي. وهو يتناول مباشرة المأزق الذي مر به كل من هاك وبيب ومجموعة من الشركاء الآخرين في المجتمع الفيكتوري، معلنا معارضته لأشكال متعددة من الطغيان التي لا تتضح في الدين والدولة فحسب، بل أيضا في الاستبداد الأكثر انتشارا للرأي الجمعي وتسلط العادات. وفي الحقيقة فإن ميل يحاول أن يبرهن على أن مضمون الضمير الحر لا توفره الكنيسة أو الدولة أو الرأي الجمعي، فالضمير مسألة تخص الفرد وحده، وتتضمن الموضوعات التي يتناولها ميل بحماس شديد دعم المنشقين عن الآراء التي يشترك فيها معظم الناس مثل ضرورة الإيمان بإله أو بالآخرة.
شكل 2-2: جون ستيوارت ميل.
Halaman tidak diketahui