فبدرت كلمة من باسي وقال: وأنا ألا ...
ثم ألجمه الحياء عن أن يتم عبارته، فوجم عن الكلام.
ولكن ديانا فهمت كل ما كان يريد أن يقول ، فدنت منه وقد صبغ الحب وجنتيها بحمرة الخجل، ثم قالت: إنك وقفت على دخائل قلبي، وطلبت إلي أن أقبل مساعدتك كأخ وصديق، وتذكر أني قد قبلت منك هذا الإخلاص، والآن أسألك أيها الصديق، وأيها الأخ، هل تستطيع أن تساعدني في شيء؟
فقال البارون: ولكن الدوق دانجو، كيف لنا بمقاومة هذه الصاعقة التي أرسلها الله على الأرض لعقاب البشر؟
فقال باسي: طب نفسا أيها البارون، فلست من الذين يرهبون غضب الأمراء، ومع ذلك فليس الدوق الذي يجب أن نحذر منه، بل ينبغي الحذر من مونسورو، فإني سأدع هذا الدوق يرجع عن غروره ويكون لك عونا على صهرك.
فلم يحفل البارون بهذا الكلام، وتجسم في قلبه الخوف من الدوق، فقال: لكن إذا علم الدوق بأن ديانا في قيد الحياة ...
فاستاء باسي مما سمع وقال: إن مغزى كلامك يدل على الريبة، وربما خطر لك أن مونسورو هو أقدم مني في صحبة الأمراء، وأنه أرفع مني مقاما وأسمى منزلة في عيونهم، فإذا كان ذلك فلندع الكلام في هذا الشأن، وارفض كل ما عرضته عليك من الخدمة ... ولا تأبه بمساعدة الدوق التي عرضتها عليك، وألق معظم اتكالك على ذاك الرجل الذي جعلته موضع ثقتك ...
أما أنا فقد انتهيت من عملي، وقد قمت بما تفرضه علي واجبات النبل من الخدمة، فلم يبق علي سوى أن أودعكم، وأدعو لكم بالهناء الدائم.
ثم قفل يريد الانصراف ... فتمسكت ديانا به وجثت أمامه على ركبتيها وهي تقول: بالله لا تذهب ولا تدعنا وحدنا، فإني أتوسل إليك أن تبقى بقربنا وأن تساعدني على ما أنا فيه.
فضم باسي يد ديانا بين يديه وهو يرتعش من تأثير الغرام ... وقد سقط غضبه عند توسلها كما تسقط الثلوج المتراكمة لابتسام الشمس ... ثم أوقفها ونظر إليها نظرة ملؤها الحب والحنان وقال: إذا كان ذلك فإني أقبل هذه الخدمة التي اعتبرها خدمة شريفة مقدسة، وثقي بأني سأخدمك خير خدمة، وسأجتمع بالدوق وأنقذك مما أنت فيه قبل مرور ثلاثة أيام، وإلا فلست الكونت دي باسي.
Halaman tidak diketahui