فمشى خطوتين ...
فعثر بسرير مذهب الأعمدة، فأيقن عند ذلك أنه مقيم في الغرفة نفسها التي كان مقيما فيها ليلة جرحه.
فدنا من الباب والتف بستائره ووضع أذنه على ثقب القفل، فأصغى كي يسمع حديث ذلك الزائر، ولم يطل وقوفه حتى سمع أن باب قاعة الاجتماع قد فتح.
ثم سمع صوتا لطيفا حنونا يقول بلهجة الخوف والازدراء: ها قد أتيت، فما عسى أن تريد مني أيضا؟
فقال الزائر بصوت مختلج: إني مسافر غدا إلى فونتنبلو، ولذلك فقد أتيت أحيي هذه الليلة بقربك. - هل تحمل إلي أخبارا عن أبي؟ - أصغي إلي يا سيدتي. - أنت تعلم يا سيدي، ما اتفقنا عليه بالأمس، من أني لا أرضى بك بعلا لي إلا بأحد شرطين: إما أن يأتي أبي إلى باريس، وإما أن أذهب إليه. - ذلك لا ريب فيه، فإننا ذاهبون إليه لا محالة بعد عودتي من فونتنبلو، ولكن في انتظار ذلك ...
ثم قام إلى الباب يغلقه.
فاعترضت سبيله وقالت: ذلك محال يا سيدي، فقد آليت على نفسي ألا أبيت وإياك ليلة واحدة تحت سقف واحد قبل أن أقف على حقيقة ما جرى لأبي.
ثم نفخت بصافورة كانت بيدها ...
وكان هذا اصطلاح أهل ذلك العصر في استدعاء الخدم، قبل أن تخترع الأجراس.
وأتت الخادمة عندما سمعت الصفير، فقالت لها: احذري يا جرتريدة من أن تنامي، بل انتظري على الباب وكوني مستعدة لتلبيتي عندما أناديك.
Halaman tidak diketahui