فأسرع يا مولاي واتبعني قبل أن يفوت الأوان.
وكان باسي يثق بهذا الطبيب ثقة عمياء، وقد رآه يكلمه وملامح الارتياح والبشاشة تلوح بين ثنايا وجهه، فعلم أنه لا بد من المسير معه.
فأسرع إلى لبس ثيابه، وخرج في إثر طبيبه وهو لا يعلم أين يسير.
وما زالا يسيران إلى أن بلغا إلى منزل منفرد قفر، تحيط به حديقة كبيرة، فأخذ الطبيب مفتاحا من جيبه وفتح به باب الحديقة، ثم دخل بسيده وقال: لقد انتهت مهمتي الآن يا مولاي، فأنا سأقيم تحت هذه الشجرة، أما أنت فعليك أن تطوف في هذه الحديقة، فأنت ستجد من ريحانها ترويحا للنفس وتفريجا للكربة.
فتركه باسي وسار في الحديقة حتى رأى منزلا صغيرا مستترا بين أشجارها الغضة.
فهرع إليه ...
فلما دنا منه رأى فتاة جالسة على مقعد تحت شجرة ملتفة الأغصان، وهي واضعة رأسها بين يديها ومطرقة بنظرها إلى الأرض، لا تكترث بما حواليها من مناظر الطبيعة.
لكنها لم تلبث أن سمعت وقع أقدام قريبة منها حتى أفاقت من غفلتها، ولفتت لفتة الغزال الشارد تنظر من القادم.
فصاح باسي صيحة الدهشة والسرور، وأسرع إليها وهو يختلج فرحا بهذه اللقيا ... لأنه لم يخطر له في بال أنه سيلاقي في هذه الحديقة من يحب.
أما ديانا فإنها هشت إليه وأجلسته بالقرب منها.
Halaman tidak diketahui