Airmata dan Senyuman
دمعة وابتسامة
Genre-genre
قد فاحت روائح النرجس والزنبق، وعانقت عطر الياسمين والبيلسان، ثم تمازجت بأنفاس الأرز الطيبة، وسرت مع تموجات النسيم فوق الطلول المتشعبة والممرات الملتوية، فملأت النفس انعطافا ومنحتها حنينا إلى الطيران، قد تصاعدت روائح الأزقة الكريهة واختمرت بجراثيم العلل، ومثل أسهم دقيقة خافية قد خدشت الحس وسممت الهواء.
ها قد جاء الصباح يا حبيبي، وداعبت أصابع اليقظة أجفان النيام، وفاضت الأشعة البنفسجية من وراء الجبل، وأزالت غشاء الليل من عزم الحياة ومجدها، فاستفاقت القرى المتكئة بهدوء وسكينة على كتفي الوادي، وترنمت أجراس الكنائس وملأت الأثير نداء مستحبا معانة بدء صلاة الصباح، فأرجعت الكهوف صدى رنينها كأن الطبيعة بأسرها قامت مصلية، وقد غادرت العجول مرابضها، وتركت قطعان الغنم والماعز حظائرها، وانثنت نحو الحقول ترتعي رءوس الأعشاب المتلمعة بقطر الندى، ومشى أمامها الرعاة ينفخون الشبابات، ووراءها الصبايا المتأهلات مع العصافير بقدوم الصباح.
قد جاء الصباح يا حبيبي وانبسطت فوق المنازل المكردسة أكف النهار الثقيلة، فأزيحت الستائر عن النوافذ وانفتحت مصاريع الأبواب، فبانت الوجوه الكالحة والعيون المعروكة، وذهب التعساء إلى المعامل وداخل أجسادهم يقطن الموت في جوار الحياة، وعلى ملامحهم المنقبضة قد بان القنوط والخوف كأنهم منقادون قهرا إلى عراك مهلك، ها قد غصت الشوارع بالمسرعين الطامعين، وامتلأ الفضاء من قلقلة الحديد ودوي الدواليب وعويل البخار، وأصبحت المدينة ساحة قتال يصرع فيها القوي الضعيف، ويستأثر الغني المظلوم بأتعاب الفقير المسكين. •••
ما أجمل الحياة ها هنا يا حبيبي، فهي مثل قلب الشاعر المملوء نورا ورقة.
ما أقسى الحياة ها هنا يا حبيبي، فهي مثل قلب المجرم المفعم بالإثم والمخاوف.
أيتها الريح
تمرين آنا فرحة مترنحة، وآونة متأوهة نادبة، فنسمعك ولا نشاهدك، ونشعر بك ولا نراك، فإنك بحر من الحب يغمر أرواحنا ولا يغرقها، ويتلاعب بأفئدتها وهي ساكنة.
تتصاعدين مع الروابي وتنخفضين مع الأودية وتنبسطين مع السهول والمروج، ففي تصاعدك عزم، وفي انخفاضك رقة، وفي انبساطك رشاقة، فكأنك مليك رءوف يتساهل مع الضعفاء الساقطين، ويترفع مع الأقوياء المتشامخين.
في الخريف تنوحين في الأودية فتبكي لنواحك الأشجار، وفي الشتاء تثورين بشدة فتثور معك الطبيعة بأسرها، وفي الربيع تعتلين وتضعفين ولضعفك تستفيق الحقول، وفي الصيف تتوارين وراء نقاب السكون فنخالك ميتا قتلته سهام الشمس ثم كفنته بحرارتها.
لكن، أنادبة كنت أيام الخريف، أم ضاحكة من خجل الأشجار بعد عريتها من ملابسها؟ أغاضبة كنت أيام الشتاء، أم راقصة حول قبور الليالي المكلسة بالثلوج؟ أعليلة كنت أيام الربيع، أم حبيبة أضناها البعاد فجاءت تسعد بالتنهد أنفاسها على وجه حبيبها شاب الفصول لتنبهه من رقاده؟ أميتة كنت أيام الصيف أم هاجعة في قلوب الأثمار، وبين جفنات الكروم، وعلى بيادر القش؟ •••
Halaman tidak diketahui