Airmata dan Senyuman
دمعة وابتسامة
Genre-genre
ثم التفت نحو الأزهار فرأيتها تذرف من عيونها قطرات الندى دمعا، فسألت: «لماذا البكاء يا أيتها الأزهار الجميلة؟» فرفعت واحدة منهن رأسها اللطيف وقالت: «نبكي لأن الإنسان سوف يأتي ويقطع أعناقنا ويذهب بنا نحو المدينة ويبيعنا كالعبيد ونحن حرائر، وإذا ما جاء المساء وذبلنا رمى بنا إلى الأقذار، كيف لا نبكي ويد الأنسان القاسية سوف تفصلنا عن وطننا الحقل؟!».
وبعد هنيهة سمعت الجدول ينوح كالثكلى فسألت: «لماذا تنوح يا أيها الجدول العذب؟» فأجابني: «لأنني سائر كرها إلى المدينة، حيث الإنسان يحتقرني ويستعيض عني بعصير الكرمة ويستخدمني لحمل أدرانه، كيف لا أنوح وعن قريب تصبح نقاوتي وزرا، وطهارتي قذرا؟!».
ثم أصغيت فسمعت الطيور تغني نشيدا محزنا يحاكي الندب، فسألتها: «لماذا تندبين يا أيتها الطيور الجميلة؟» فاقترب مني عصفور ووقف على طرف الغصن وقال: «سوف يأتي ابن آدم حاملا آلة جهنمية تفتك بنا فتك المنجل بالزرع، فنحن نودع بعضنا بعضا لأننا لا ندري من منا يتملص من القدر المحتوم، كيف لا نندب والموت يتبعنا أينما سرنا؟!».
طلعت الشمس من وراء الجبل وتوجت رءوس الأشجار بأكاليل ذهبية، وأنا أسأل ذاتي لماذا يهدم الإنسان ما تبنيه الطبيعة؟!
بين الكوخ والقصر
1
جاء المساء وشعشعت أنوار الكهربائية في صرح الغني، فوقف الخدام على الأبواب بملابس مخملية وعلى صدورهم الأزرار اللامعة ينتظرون مجيء المدعوين، صدحت الموسيقى بأنغامها المطربة، وتقاطر الأشراف والشريفات تجرهم الخيول المطهمة نحو ذلك القصر فدخلوا يرفلون بالملابس المزركشة، ويجرون أذيال العزة والفخر.
قام الرجال ودعوا النساء للرقص فوقفن واخترن الأعزاء.
وأصبحت تلك المقصورة روضة تمر بها نسيمات الموسيقى فتتمايل أزاهرها تيها وإعجابا.
انتصف الليل فمدت سفرة عليها كل ما عز من الفاكهة وطاب من الألوان، ودارت الكئوس على الجميع فلعبت بنت الكرمة في عقولهم حتى ألعبتهم.
Halaman tidak diketahui