Airmata dan Senyuman
دمعة وابتسامة
Genre-genre
بالأمس أعطيت الحياة وجمال الطبيعة واليوم سلبتهما، بالأمس كنت غنيا بسعادتي واليوم أصبحت فقيرا بمالي، وبالأمس كنت ونعاجي مثل ملك رءوف ورعية، واليوم صرت لدى الذهب كالعبد المتصاغر أمام السيد المظلوم، ما كنت أحسب أن المال يطمس عين نفسي ويقودها إلى مغائر الجهل، ولم أدر ما يحسبه الناس مجدا كان وا حر قلباه جحيما».
وقام الموسر من مكانه ومشى ببطء نحو قصره متأوها مرددا: «أهذا هو المال؟ أهذا الإله الذي صرت كاهنه؟ أهذا ما نبتاع بالحياة؟ من يبيعني فكرا جميلا بقنطار من الذهب؟ من يأخذ قبضة من الجواهر بدقيقة محبة؟ من يعطني عينا ترى الجمال ويأخذ خزائني؟».
ولما وصل إلى باب القصر نظر نحو المدينة نظرة أرميا إلى أورشليم، وأومأ بيده نحوها كأنه يرثيها وقال بصوت عال: «أيها الشعب السالك في الظلمة، الجالس في ظل الموت، الراكض وراء التعاسة، القاضي بالباطل، المتكلم بالحماقة، إلى متى تأكل الشوك والحسك وترمي الثمار والزهر إلى الهاوية؟ حتى متى تسكن الوعر والخرائب تاركا بستان الحياة؟ لماذا ترتدي الأطمار البالية تاركا ثوب الدمقس؟ قد انطفأ سراج الحكمة فاسقه زيتا، وخرب ابن السبيل كرم السعادة فاحرسه، وسرق اللص خزائن راحتك فانتبه!» في تلك الدقيقة وقف أمام الغني فقير ومد يده متسولا، فنظر إليه وقد انضمت شفتاه المرتجفتان، وانبسطت سحنته المنقبضة، وانبعث من عينيه نور لطيف، كان بالأمس الذي رثاه بقرب البحيرة قد مر مسلما فاقترب من المستعطي وقبله قبلة المحبة والمساواة، وملأ يده ذهبا، وقال والرأفة تسيل من كلماته: «خذ يا أخي الآن، وعد غدا مع أترابك واسترجعوا أموالكم». فابتسم الفقير ابتسامة الزهرة الذابلة بعيد المطر وراح مسرعا، حينئذ دخل الموسر إلى قصره قائلا: كل شيء حسن في الحياة حتى المال لأنه يعلم الإنسان أمثولة، إنما المال كالأرغن يسمع من لا يحسن الضرب عليه أنغاما لا ترضيه. المال كالحب يميت من يضن به ويحيي واهبه.
رحماك يا نفس رحماك
حتى م تنوحين يا نفسي وأنت عالمة بضعفي؟ إلى متى تضجين وليس لدي سوى كلام بشري أصور به أحلامك؟
انظري يا نفسي، فقد أنفقت عمري مصغيا لتعاليمك، تأملي يا معذبتي فقد أتلفت جسمي متبعا خطواتك.
كان قلبي مليكي فصار الآن عبدك، وكان صبري مؤنسي فغدا بك عذولي، كان الشاب نديمي فأصبح اليوم لائمي، وهذا كل ما أوتيته من الآلهة فمم تستزيدين وبم تطمعين؟
قد أنكرت ذاتي، وتركت ملاذ حياتي، وغادرت مجد عمري ولم يبق لي سواك، فاقضي علي بالعدل فالعدل مجدك، أو استدعي الموت واعتقي من الأسر معناك.
رحماك يا نفس فقد حملتني من الحب ما لا أطيقه، أنت والحب قوة متحدة، وأنا والمادة ضعف متفرق، وهل يطول عراك بين قوي وضعيف؟ رحماك يا نفس فقد أريتني السعادة عن بعد شاسع ... أنت والسعادة على جبل عال، وأنا والشقاء في أعماق الوادي، وهل يتم لقاء علو ووطوءة؟
رحماك يا نفس، فقد أبنت لي الجمال وأخفيته، أنت والجمال في النور وأنا والجهل في ظلمة، وهل يمتزج النور بالظلمة؟
Halaman tidak diketahui