وقول الشيخ : ( ولا يسع جهل الإسلام والمسلمين والكفر والكافرين ، وذلك أن يعلموا أن الكافرين كافرون بكفرهم ، وأن المسلمين مسلمون بإسلامهم ، وهذا كله مما لايسع جهله كل بالغ عند بلوغه إلا أن يعلمه ، ويعلم أن الله ألزمه علم ذلك ، وأن الله أوجب على العلم به ثوابا ، وعلى الجهل به عقابا ، وعليهم معرفة كفر من جهل شيئا من هذا ، فإن شك في شيء مما ذكرنا فهو كافر ، والشاك في كفره كافر ، والشاك في الشاك كافر يوم القيامة ) .
والأسئلة المبهمة قائمة في هذه المسألة كما قدمنا ، وفيها زيادة العلة أنهم إنما كفروا بكفرهم ، وأنهم آمنوا بإيمانهم .
وقول الشيخ : ( وعليهم معرفة إن الله حرم دماءهم بهذه الجملة التي ذكرناها وبمعرفة هذا وأشباهه مما لا يسعهم جهله ، ولا يسلمون إلا بمعرفته من توحيد ربهم وإفرادهم له ، فصح لهم توحيدهم لربهم والمعرفة به ) .
والسؤال عن الأربعة الأوجه قائم إلى الآن .
وقد يؤثر عن عمروس بن فتح التوسعة ، وعن محمد بن محبوب وعزان ابن الصقر وعبد الرحمن بن رستم وأبي خزر يعلا بن زلتاف وابن زرقون التوسعة في هذا كله ، حتى تقوم به الحجة .
واعلم أن طرق الحجة والبرهان أربعة أوجه : الكتاب والسنة والإجماع والعقل .
أما الكتاب : أن يكون البرهان فيه منصوصا أو مستخرجا ، فإن كان منصوصا فلا كلام .
وأما المستخرج فيه فمحتمل والمحتمل ساقط من يد المحتج ، إلا أن يقع الكلام في الفقهيات المظنونات فعند ذلك يكون المستخرج حجة .
وأما السنة فلها ثلاث أوجه :
أولها : صحة الطرق وإثباتها من الوجوه التي تثبت به .
والثاني : صحة الحديث المتن .
والثالث : استخراج الفقه والمعاني منه .
وفي صحة الطرق وجهان : تواتر وآحاد ، فالتواتر هو الحجة ، وطرق الآحاد هو الحجة في العمل لا العلم .
Halaman 32