163

Dalail Icjaz

دلائل الإعجاز

Penyiasat

محمود محمد شاكر أبو فهر

Penerbit

مطبعة المدني بالقاهرة

Nombor Edisi

الثالثة ١٤١٣هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩٢م

Lokasi Penerbit

دار المدني بجدة

العين تبدي الحب والغضا ... وتُظْهِرُ الإبرامَ والنَّقْضا
دُرَّةُ، ما أَنصفْتِنِي في الهَوَى ... ولا رَحِمْتَ الجَسَدَ المُنْضَى
غَضْبَى، ولا واللهِ يا أَهلَها ... لا أَطْعمُ البارِدَ أوْ ترضى١
يقوله في جاريةٍ كان يُحبُّها٢، وسُعِيَ به إلى أهلِها فمنعوها منه.
والمقصودُ قولهُ: "غَضْبَى"، وذلك أنَّ التقديرَ "هي غضبى" أو "غضبى هي" لا محالة، أَلا تَرى أَنك تَرى النفسَ كيف تَتفادى من إظهارِ هذا المحذوفِ٣، وكيف تأنَسُ إلى إضمارهِ؟ وتَرى الملاحةَ كيف تَذهبُ إن أنتَ رُمْتَ التكلم به؟
١٤٩ - ومن جيِّد الأمثلةِ في هذا الباب قولُ الآخرِ، يخاطبُ امرأتَه وقد لامَتْه على الجود:
قالَتْ سُمَيَّةُ: قَدْ غَوَيْتَ بأنْ رأَتْ ... حَقًاّ تناوب مالنا ووفود
غَيٌّ لعَمْرِكِ لا أزالُ أَعودُه ... ما دامَ مال عندنا موجود٤
المعنى: "ذاك غيٌّ لا أزالُ أعودُ إليه، فدعي عنك لومي".
خلاصة في شأن ما يحذف:
١٥٠ - وإذ عرفْتَ هذه الجملةَ من حالِ الحذْفِ في المبتدأ، فاعلمْ أنَّ ذلك سبيلُه في كلِّ شيء، فما مِن اسْمٍ أو فعلٍ تَجدُه قد حُذِفَ، ثم أُصيبَ به موضعُه، وحُذِفَ في الحال يَنْبغي أن يُحذَفَ فيها٥، إلاَّ وأنت تَجدُ حذْفَه هناك أَحْسَنَ من ذكرهِ، وترة إضمارَهُ في النفس أَوْلى وآنسَ مِنَ النُّطْقِ به.

١ "أو" في "س": "بمعنى حتى".
٢ في المطبوعة و"ج"، "يقول"، وأثبت ما في "س".
٣ في المطبوعة و"ج": "إلا أنك ترى النفس"، وأثبت ما في "س".
٤ في المطبوعة: "ووفودًا" و"موجودًا"، وأثبت ما في "ج" و"س" وفي هامش "ج" ما نصه": "قال عبد القاهر: "ووفود" معطوفة على الضمير في "تناوب" التقدير: بأن رأت حقًا تناوب هو "والوفود ما لنا".
٥ من قوله: "ثم أإصيب" إلى قوله: "يحذف فيها"، سقط من "س"، وستسقط منه هنا كلمات أترك الإشارة إليها.

1 / 152