Dafc Shubh
دفع شبه من شبه وتمرد
Penerbit
المكتبة الأزهرية للتراث
Lokasi Penerbit
مصر
ومن قرنه فقد فناه ومن قناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله ومن أشار إليه فقد حده ومن حده فقد عده قال المحققون من أعتقد في الله سبحانه وتعالى ما يليق بطبعه فهو مشبه لأنه سبحانه وتعالى منزه عما يصفة به أو يتخيله لأن ذلك من صفات الحدث وسئل أعني عليا رضي الله عنه بم عرفت ربك فقال عرفته بما عرف به نفسه لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس قريب في بعده بعيد في قربه فوق كل شيء ولا يقال تحته شيء وامام كل شيء ولا يقال أمامه شيء وهو في كل شيء لا كشيء في شيء فسبحان من هو هكذا وليس هكذا غيره وقال أيضا رضي الله عنه عرفنا الله سبحانه وتعالى نفسه بلا كيف وبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بتبليغ القرآن وبيان المفصلات للإسلام والإيمان وإثبات الحجة وتقويم الناس على منهج الإخلاص فصدقته بما جاء به وقال الإمام الحافظ محمد بن علي الترمذي صاحب التصانيف المشهورة من جهل أوصاف العبودية فهو بنعت الربوبية أجهل قال جعفر في قوله تعالى قل هو الله أحد هو الذي لم يعط لأحد من معرفته غير الإسم والصفة وقيل هو الذي لا يدرك حقيقة نعوته وصفاته إلا هو وقوله تعالى الله الصمد قيل هو الذي أيست العقول من أن تطلع عليه أو تدرك ما وصف به نفسه ونسب إليه وقيل هو السيد الذي لا نهاية لسؤدده وقيل هو المصمود إليه في الحوائج وقيل هو الذي لا يستغني عنه شيء من الأشياء وقال إبن عباس رضي الله عنه معناه الذي لا جوف له وقيل غير ذلك وقوله لم يلد ولم يولد نفي الجنسية والبعضه وقوله ولم يكن له كفوا أحد نفي الشريك والنظير فهو الذي لا نظير له في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله فتعالى أن تدركه الأوهام والعقول والعلوم بل هو كما وصف نفسه والكيفية عن وصفه غير معقولة ولا موهومة كيف يكون ذلك وهو قديم الذات والصفات والتخيل إنما يكون في المحدثات وسئل الإمام العلامة أبو الحسن الدينوري عن الإستدلال بالشاهد على الغائب فقال كيف يستدل بصفات من يشاهد ويعاين وذو مثل على من لا يشاهد ولا يعاين في الدنيا ولا نظير له ولا مثل هذا من جهل الجاهلين بالآيات التي قلبوا بها حقائق الأمور فجعلوا الآيات صفات ومعنى الآيات العلامات وهو كلام إمام محقق وقد زل خلق كثير بمثل ذلك فسبحان الأحدي الذات العلي الصفات المنزه عن الالآت المقدس عن الكيفيات المنزه عن مشابهة المخلوقات تعالى عما يقوله من الإلحاقات كيف يقاس القادر بالمقدورات والصانع بالمصنوعات وهي من آياته البينات الظاهرات رفع السموات وبسط الأرض وثبتها بالاوتاد الراسيات وأتحفها بالمزن الماطرات فزهت بأنواع النباتات المختلفات كذلك يحيى الموتى
﴿اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات﴾
قال أرباب البصائر وذوو التحقيقات ليس كذاته ذات ولا كإسمه إسم من جهة المعنى ولا لصفته صفة من جميع الوجوه إلا من جهة مواقفه اللفظ وكما لم يجز أن يظهر من مخلوق صفة قديمة كذلك يستحيل أن يظهر من الذات الذي ليس كمثله شيء صفة حديثة وأن التكرار من حدوث الصفة جل ربنا أن يحدث له صفة أو إسم إذ لم يزل بجميع صفاته واحدا ولا يزال كذلك وكل أمور التوحيد والتفريد خرجت من هذه الكلمة ليس كمثله شيء لأنه ما عبر عن الحقيقة بشي إلا والعلة مصحوبة والعبارة منقوضة لأن الحق لا ينبعث اقداره إلا على إقراره لأن كل ناعت مشرف على المنعوت وجل ربنا أن يشرف عليه مخلوق
Halaman 50