Dafc Shubh
دفع شبه من شبه وتمرد
Penerbit
المكتبة الأزهرية للتراث
Lokasi Penerbit
مصر
ثم ان كان المال المدفوع زكاة فلا تبرأ الذمة بدفعة إليهم لأنهم ليسوا من أهلها فليتنبه لذلك فإنه قد يخفي مع ظهوره وقد تشكك في ذلك وتلاعب الشيطان به فلنأخذ بجانب الإحتياط منه فإنه طريق السلامة والله أعلم وأعلم أني أردت أن أذكر ما هم عليه من التلبيسات والخديعة والمكر لكان لي في ذلك مزيد وكثرة وفيما ذكرته أنموذج ينبه بعضه على غيره لا سيما لمن له أدنى فراسة وحسن نظر بموارد الشرع ومصادره التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضها صرح به تصريحا ظاهرا لا يخفى إلا على أكمه لا يعرف القمر وفي الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرءون القرآن لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة وفي صحيح مسلم من حديث علي رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء وليس صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وفي الصحيحين من حديث إبن عمر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر ألا إن الفتنة هنا ويشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان وفي رواية إن الفتنة ههنا ثلاثا وفي رواية خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة رضي الله عنها فقال رأس الكفر ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان وهذا المبتدع من حران الشرق بلدة لا تزال يخرج منها أهل البدع كجعد وغيره وفي سنن أبي داود من حديث أبي سعيد الخدري وأنس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي إختلاف وفرقة يحسنون القيل ويسيئون الفعل يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية هم شر الخلق طوبى لمن قتلهم أو قتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء من قتلهم كان أولى بالله منهم قالوا يا رسول الله وما سيماهم قال التحليق والتسبيد فإذا رأيتموهم فأنيموهم أي اقتلوهم والتسبيد هو الحلق واستئصال الشعر وقيل ترك التدهن وغسل الرأس وغير ذلك والأحاديث في ذلك كثيرة وفي واحد كفاية لمن أراد الله عزوجل به الرشد والهداية فقد أوضحهم سيد الناصحين صلى الله عليه وسلم بإعتبار أوصافهم وأماكنهم إيضاحا جليا لا خفاء فيه ولا جهالة فلا يتوقف في معرفتهم بعد ذلك إلا من أراد الله تعالى إضلاله وإذا تمهد لك هذا أيها الراغب في فكاك نفسك من ربقة عقائد أهل الزيغ الضالين المضلين والإقتداء بأهل السلامة في الدين
فاعلم أني نظرت في كلام هذا الخبيث الذي في قلبه مرض الزيغ المتتبع ما تشابه في الكتاب والسنة إبتغاء الفتنة وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم ممن أراد الله عزوجل إهلاكه فوجدت فيه مالا أقدر على النطق به ولا لي أنامل تطاوعني على رسمه وتسطيره لما فيه من تكذيب رب العالمين في تنزيهه لنفسه في كتابه المبين وكذا الإزدراء بأصفيائه المنتخبين وخلفائهم الراشدين وأتباعهم الموفقين فعدلت عن ذلك إلى ذكر ما ذكره الأئمة المتقون وما اتفقوا عليه من تبديعه وإخراجه ببعضه من الدين فمنه ما دون في المصنفات ومنه ما جاءت به المراسيم العليات وأجمع عليه علماء عصره ممن يرجع إليهم في الأمور الملمات والقضايا المهمات وتضمنه الفتاوي الزكيات من دنس أهل الجهالات ولم يختلف عليه أحد كما إشتهر بالقراءة والمناداة على رءؤس الأشهاد في المجامع الجامعة حتى شاع وذاع وإتسع به الباع حتى في الفلوات فمن ذلك نسخة المرسوم الشريف السلطاني ناصر الدنيا والدين محمد بن قلاوون رحمه الله تعالى وقرئ على منبر جامع دمشق نهار الجمعة سنة خمس وسبعمائة صورته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تنزه عن الشبيه والنظير
وتعالى عن المثل فقال تعالى
﴿ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾
أحمده على ما ألهمنا من العمل بالسنة والكتاب
ورفع في أيامنا أسباب الشك والإرتياب
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من يرجو بإخلاصه حسن العقبى والمصير
Halaman 38