Dadaisme dan Surrealisme: Pengenalan Ringkas Sangat
الدادائية والسريالية: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
إن إقدام كرافان على ارتكاب شكل رمزي من أشكال الانتحار الدادائي من عدمه، يظل أمرا مفتوحا للنقاش، لكن ازدراءه للتقاليد ضمن له الشهرة الباقية. ومن هذا المنطلق، فإنه يجسد المعتقد الدادائي بأن أسلوب حياة المرء يمكن بحد ذاته أن يكون بمنزلة فئة من فئات الدادائية. من بين الخصال الدادائية الجوهرية في شخصية كرافان ولعه بالهويات الزائفة (كلص الفندق، وما إلى ذلك)، وكثيرا ما ابتكر المشاركون في الحركة أسماء مستعارة لأنفسهم؛ ففي برلين، عرف ريتشاد هيولسنبك ب «الدادائي العالمي»، وراءول هاوسمن باسم «دادازوف»، وأطلق يوهانس بادر على نفسه اسم «الدادائي الخارق». طور بادر بشكل عارض نزعته المتسمة بجنون العظمة إلى ذروة ساخرة تنافس كرافان من حيث تبجحه المحض؛ ففي فبراير 1919، بعد أن أعلن نفسه في السابق «رئيسا للكرة الأرضية» في بيان دادائي، عطل الاجتماع الافتتاحي للجمعية الوطنية في فايمار، حيث طالب بتسليم الحكومة إلى الدادائيين. وفي مكان أبعد، أمسى ماكس إرنست في كولونيا «داداماكس»، بينما طلب دوشامب في نيويورك من مان راي تصويره فوتوغرافيا وهو يرتدي ملابس نسائية عصرية، مجسدا شخصية روز سيلافي الغامضة، في تورية تفتقر إلى الجانب الفني عمدا إذا نطق الاسم بالفرنسية؛ حيث يعني «إيروس هذه هي الحياة».
بابتكارهم شخوصا بديلة، ألمح الدادائيون إلى أن الهوية ليست ثابتة، وأنها في حالة تقلب باستمرار؛ لقد شككوا ضمنا في فكرة أن الشخصية البشرية ذات جوهر ثابت أو «طبيعة بشرية» جوهرية، وهي الفكرة التي تعد في حد ذاتها جزءا من الأيديولوجية البرجوازية، وامتدت هذه الفكرة بقدر أكبر في التقلبات الجنسية لدوشامب، بحيث ألقي بظلال الشك على فكرة أن الهوية الجنسية يحددها علم البيولوجيا. وفي سياق نقاشنا المتعلق ب «صورة» الفنان، يوحي ذلك بأن الصورة المحكمة أو المحدودة كانت تحديدا شيئا يتفاداه الدادائيون؛ ولذا فقد أعجبوا بالمواقف الاجتماعية الفاضحة لشخصية مثل كرافان. وكما تجلى لنا من معرض الدادائية ببرلين، يتضح أنهم كانوا متأرجحين حيال هوس العصر الحديث بالدعاية والعروض العامة؛ حيث أيدوها وقللوا من شأنها في آن واحد.
وبالالتفات إلى الشخصيات العامة للفنانين السرياليين، فمن المدهش - ما إذا نظرنا إلى الانشغالات التحليلية النفسية للحركة - أن الهويات البديلة كانت متبناة على نطاق أضيق. كانت الشخصية البديلة لماكس إرنست «الطائر الفائق» لوبلوب استثناء واضحا. لقد فضل الفنانون عموما الاستعراض الخارجي على الإذعان، وامتد ذلك إلى إعادة توكيد لقواعد السلوك الراقية المتأنقة لأواخر القرن التاسع عشر، التي كان يعتبر الاستعراض المفرط بموجبها بذيئا. ارتدى العديد من السرياليين الرواد النظارة المتأنقة المخصصة لعين واحدة (وكذا الكثير من الدادائيين)، بينما كبت الرسام البلجيكي ماجريت علانية أي دلالة على نفسه واسعة الخيال بتبنيه القبعة المستديرة السوداء وشمسية نبلاء المدينة. وعندما انغمس السرياليون في افتنانهم بالملابس الفاخرة أو التحولات المثيرة للاضطراب للهوية، فعلوا ذلك عادة في السياق المقبول اجتماعيا للحفلات التنكرية للطبقات الأرستقراطية. وهناك بعض الصور الفوتوغرافية التي لا تنسى لماكس إرنست، على سبيل المثال، وهو متقمص شخصية لوبلوب في محفل عام 1958؛ وكان سلفادور دالي الاستثناء الواضح لهذه القاعدة.
إن حب الظهور الصارخ لدالي - الممثل رمزيا بشاربه المعقوف الذائع الصيت - سيئ السمعة، ولكن ظاهرة دالي تستدعي المزيد من العناية تحديدا؛ لأن طلاب الحداثة يجدون ترويج الفنان لذاته أمرا مزعجا جدا. لقد مثل دالي صعوبات للسرياليين أنفسهم، وكان يحظى بقبول أندريه بريتون الكامل فحسب خلال فترة ما بين عامي 1929 و1934، وبعدها تميزت العلاقة بين الاثنين بالجفاء إلى حد كبير؛ فقد استهان دالي بالبروتوكولات الأيديولوجية للسريالية؛ وبمرور ثلاثينيات القرن العشرين، أيد دالي المشاعر الملكية والفاشية على حد سواء. نما لديه أيضا ولع فطري بالفن الهابط؛ حيث أمسى منبهرا بالتجليات الأكثر تجاوزا للفن الحديث، وكتب مقالة مبتكرة في الدورية السريالية «المينوتور» عام 1933 عن المصنوعات الحديدية الفنية الشبيهة بالنباتات اللولبية لمداخل هيكتور جومرد لمترو باريس. صممت لوحاته الصاخبة الألوان المنفذة باستعراض من البداية بحيث تكون معادية للجمالية، ووصفها بأنها «تصوير فوتوغرافي بألوان لحظية أنجزته يد المصور الرقيقة والمسرفة ... والفائقة التصوير واللدونة والمضللة والمفرطة السوء والواهنة للاعقلانية الملموسة.»
إن هوس دالي المستمر بنفسه، وعشقه لكل ما هو غير لائق سياسيا وغامض بشكل جمالي؛ يمكن أن ينظر إليه كقرار مقصود بأن يلعب دور السوقي في عيني أندريه بريتون. وقد حدث أن أعاد السريالي الرائد بريتون ترتيب أحرف اسم دالي فأصبح «أفيدا دولارز» (بمعنى «الساعي وراء المال»)؛ حيث أظهر دالي في المرحلة اللاحقة كل الدوافع التجارية التي أنكرتها السريالية الرسمية. ومع ذلك، كما أوحينا أعلاه، بحلول عروضها العامة أواخر الثلاثينيات، أمست السريالية مرتبطة بالرأسمالية، ولو بشكل غير مريح، وأقر دالي ببساطة بتلك الحقيقة. لم يستحي السرياليون أيضا من إدراك قيمة دالي كوسيلة للدعاية والإعلان، ومن ثم جاء حضوره لمعرض عام 1938، في الوقت الذي كان فيه يفقد حظوته لديهم رسميا. لقد كانت عبقرية دالي في الذوق السيئ هي التي استخلصت من جورج أورويل واحدا من ردود الأفعال الأدبية القليلة تجاه السريالية خلال الثلاثينيات. وعلى الرغم من أن أورويل قرر أن دالي كان «معاديا للمجتمع معاداة البرغوث له»، وأن أعماله «مريضة وباعثة على الاشمئزاز»، فإن أورويل انشغل بالتحدي الأخلاقي لتلك الأعمال باعتبارها شكلا من أشكال الفن. ويجوز أن نستنبط من ذلك أن دالي وحده من بين السرياليين صاغ لنفسه صورة عامة تتسق مع معايير الدادائية الخاصة باللاعقلانية.
انتشار فكر دوشامب: مراجعات الدادائية
درسنا كيف عمد الدادائيون والسرياليون بمثابرة إلى تطوير سمعتهم، ولكن كيف أمست تلك السمعة راسخة تحديدا؟ على أي حال، كان جمهور الفن الطليعي آنذاك محدودا. في نهاية دورة حياة أول دورية سريالية - كانت تعرف باسم «الثورة السريالية»، واستمرت لخمس سنوات - بلغ عدد المشتركين فيها ألف مشترك فحسب، وكان من المستحيل أن يكون جمهور السريالية أكبر بكثير.
في حالة دالي، انتشرت أنباء أنشطته غير العادية بسرعة؛ ففي المعرض الدولي للسريالية بلندن عام 1936 على سبيل المثال، ارتدى دالي لباسا لغواصي أعماق البحار، فلفت انتباه الكثيرين، لكن السمعة تبنى غالبا بسبل أكثر دهاء. يعد اسم دوشامب مرادفا لبعض الأعمال المتمردة للدادائية والسريالية، وعلى الرغم من ذلك فإن الرجل نفسه كان عاشقا للخصوصية وغامضا (عن عمد)؛ كيف إذن أمست طائفة دوشامب راسخة؟
ثمة رواية مختصرة وردت عن إنكار مبولة دوشامب ورفضها بمعرض الفنانين المستقلين بنيويورك في أبريل عام 1917. بعد شهر من المعرض، ظهرت دورية دادائية بدائية صغيرة بعنوان «الأعمى»، واحتوت على صورة فوتوغرافية للغرض المثير للحفيظة، ومقالة موجزة لكاتب مجهول، تتبنى أسلوبا غاضبا زائفا، استجابة لإنكار المبولة ودفاعا ضد تهمة انتحال الملكية المفترضة:
ليس من المهم معرفة ما إذا كان السيد مات قد صنع النافورة بيديه أم لا، المهم أنه اختارها؛ فقد اختار غرضا حياتيا عاديا، ووضعه بحيث ذوت أهميته النافعة تحت العنوان الجديد ووجهة النظر الجديدة، وابتكر فكرة جديدة لذاك الغرض.
Halaman tidak diketahui