Pemanggil Langit: Bilal bin Rabah 'Muadzin Rasul'
داعي السماء: بلال بن رباح «مؤذن الرسول»
Genre-genre
وتناول العالم اللغوي الألماني ماكس موللر دراسة الأجناس من الناحية التي تعنيه، وهي ناحية المقابلة بين اللغات. فاستخدم كلمة اللغات الآرية وأحياها من جديد، بعد أن سبقه إلى استخدامها السير وليام جونس في أواخر القرن الثامن عشر، وقرر أن لهجات اللغة الهندية الفارسية نشأت من مهد واحد في أواسط آسيا التي كان الأقدمون يعرفونها باسم «أريانا»، وأنها كانت في نشأتها الأولى لغة قبيل واحد من الأجناس البشرية، وكلا القولين اليوم خطأ عند علماء هذه المباحث فيما أثبته جوليان هكسلي من كلامه عن الجنس في القارة الأوروبية.
وأحس العالم الألماني الكبير أن دعوة الجنس الآري ستخرج من حيز التفكير العلمي إلى ميدان الصراع على الشهوات السياسية، فحذر قراءه من الخطأ في تفسير كلامه وعاد إلى التحذير من ذلك في شيخوخته حيث قال: «لقد ناديت مرة بعد مرة أنني إذا ذكرت الآرية فلست أعني الدم ولا العظم ولا الشعر ولا الجمجمة. وإنما أرمي إلى قصد واحد وهو أولئك الذين يتكلمون باللغة الآرية ... ومتى تكلمت عنهم فلست أتبع في ذلك الخصائص التشريحية، ولا أعني أن أبناء السكنديناف ذوي العيون الزرق والشعر الأصفر قد كانوا قاهرين أو كانوا مقهورين، ولا أنهم قد اتخذوا لغة السادة السمر الذين تغلبوا عليهم أو كان الأمر عل نقيض ذلك ... وعندي أن عالم الأجناس الذي يتكلم عن العنصر الآري والدم الآري والعيون الآرية والشعر الآري إنما هو في خطيئته العلمية كاللغوي الذي يتكلم عن معجم مستطيل الرأس أو أجرومية مستديرته على حد سواء.»
وكان القرن التاسع عشر قرن «مذهب النشوء»، كما كان قرن المذاهب العلمية والفلسفية من شتى نواحيها، فما زالت الأقوال في مذهب النشوء تتسع وتتشعب حتى عرض لبعض الباحثين فيه أن الأجناس البشرية تنتمي إلى أصول متفرقة لا إلى أصل واحد أو شجرة واحدة، وأن القردة العليا هي أجناس بشرية سفلى، وأن المغولي والقرد المعروف بالأورانج نبتا من أصل واحد، وأن الزنجي والغوريلا والشمبانزي تنتمي إلى أصل آخر، وكان رأس القائلين بهذا الرأي عالم ألماني من علماء الأجناس هو الدكتور هرمان كلاتش
Klaatsch
أستاذ هذا العلم بجامعة برسلاو الألمانية. فأعلن في أوائل القرن العشرين رأيه هذا وأيده بما بدا له من الشواهد والملاحظات التي كشفت عنها مقابلاته بين أنواع القردة وأنواع الإنسان.
لكن القرن التاسع عشر لم يكن قرن المباحث العلمية ولا قرن النشوء والتطور دون غيرهما. بل كان كذلك قرن التوسع في الاستعمار وتسخير العلم لخدمة المطامع الاستعمارية والمنازعات السياسية ... فظهر من الكتاب من يبشر بالجامعة اللونية أو العصبية الجنسية على أساس اللون والعنصر، وقام في أوروبا من يبشر بامتياز أجناس الشمال على سائر الأجناس البشرية، ومن يرد الفضل في كل فتح من فتوح العلم والثقافة والحضارة إلى أصل الجنس الآري المزعوم في الشمال، وأشهر من اشتهر بهذه الدعوى «آرثر دي جوبينو» في فرنسا، وهوستون شمبرلين الإنجليزي المتجرمن في ألمانيا، ولم تخل أمريكا من نصيبها من هؤلاء الدعاة، وهي ميدان نزاع بين الأجناس البيضاء والحمراء والسوداء، وميدان مفاخرة بين المهاجرين الأوروبيين الذين يمتون بالنسب إلى أصول مختلفة. كالسكسون واللاتين وأمم الشمال والجنوب. فكان لوثروب ستودارد
Lothrop Stoddard
وماديسون جرانت
Madison Grant
على رأس المبشرين بهذه العقيدة في الولايات المتحدة، ولم تكن كراهة الأجناس الملونة هي الباعث الوحيد في نفوس هؤلاء إلى التبشير بمزايا الرجل الأبيض أو مزايا الجنس الآري خاصة من بين الشعوب البيضاء. وإنما كانت كراهتهم للحكومة الحرة - أو حكومة المساواة بين الطبقات - باعثا آخر إلى إنكار صفاء الشعوب التي سمحت بهذه الحكومة الحرة، واتهامها بالنكسة والفساد من جراء امتزاجها بأجناس غير الجنس الآري أو الجنس الشمالي المجيد، فكانت هذه النكسة مدرجة لها إلى النزول عن أوج السيادة والإذعان لشريعة المساواة.
Halaman tidak diketahui