Pemanggil Langit: Bilal bin Rabah 'Muadzin Rasul'
داعي السماء: بلال بن رباح «مؤذن الرسول»
Genre-genre
وما برحت دعوات الصلاة تستجاب في العالم الإسلامي بدقة يدهش لها السياح ويعجبون.
وقد اشتهرت هذه الدقة عن المسلمين في استجابة داعي الصلاة حتى استخدمت أحيانا في الإضرار بهم والإغارة عليهم. فاتفق في نيسابور - تلك المدينة المحببة إلى عطار الروح الشاعر المعروف باسم العطار - أن الأذان أعلن لأول مرة غدرا وختلا للإيقاع بمن يستجيبون إليه، إذ حدث في السنة الثامنة من القرن السابع أن أغارت على المدينة جموع جنكيزخان، وكان من عادة هذه الجموع التي درجت على الاستئصال والتخريب عادة فريدة بين الأمم في قسوتها وغدرها؛ وهي أن يعودوا إلى المدينة فجأة بعد تخريبها ليعملوا السيف فيمن رجع إليها من أهلها مطمئنا إلى جلاء العدو عنها أو فيمن يقبلون على الأنقاض المحترقة ليستخرجوا نفائس الأعلاق منها. فلما عادوا إلى نيساوبر على هذا النحو أمر الزعيم المغولي بإقامة الأذان فأقبل إليه بهذه الحيلة كثيرون ممن كانوا يعتصمون بالمخابئ والزوايا المهجورة، وصدق المؤرخ الفارسي حين قال في وصف هذه الجموع:
إنهم يقصدون إلى إبادة نوع الإنسان وفناء العالم ولا يقصدون إلى السيادة أو الغنيمة.
إن جو المأثورات - بما يحفه من الأشعة والهالات - ليرن فيه صوت بلال أبدا كما رن في الحلم صوت ذلك الغريب في الأكسية الخضر منبعثا من عالم فردوسي إلهي مسربل بالضياء.
وليس في مقدورنا بعد انقضاء تلك المئات من السنين أن نعرف حقيقة صوت المؤذن الأفريقي، ولا أن نقوم مزاياه الموسيقية التي لا شك فيها، ولكننا إذا صح لنا أن نستدل بما قيل في وصفه على طبقته الموسيقية فالأغلب الأقرب إلى الحقيقة أنه كان من طبقة «الباريتون» المعروفة لدينا بالامتداد والغزارة خلافا للنغمة العربية التي تعرف بشيء من الحدة والنعومة.
ولا يعوزنا السبب لأن نشك في أن أحدا من المشهورين بين أرباب صناعة الغناء في الجاهلية كان من ذلك العنصر - العربي - الذي وصفه سائح فرنسي فقال: إنه شعب صخاب، وقد أنبأنا الدكتور بيرون
في كتابه الممتع عن النساء العربيات الذي نشر بالجزائر سنة 1848 أن معظمهم كان عبيدا وأن جميع العبيد قبل الدعوة المحمدية كانوا على وجه الإجمال من الحبش أو الزنوج، ولا يبعد أن تكون القينتان المشهورتان باسم جرادتي عاد - ولا يزال لأغانيهما بقية مروية - فتاتين حبشيتين.
وتقول الأخبار: إنهما كانتا لعبد الله بن جدعان من سلالة عاد، وإن فترات التاريخ العربي لم تخل من عتقاء أو خلاسين نبغوا في الشعر أو في الفن أو الغناء، ومن هؤلاء الأغربة السود ذلك الأسود الذي نظم إحدى المعلقات ورويت له أغان وأناشيد بين أحسن القصيد، ونعني به عنترة بن شداد.
ومنهم خفاف الشاعر الفارسي ابن عم الخنساء، والشنفرى الذي لم يكن حظه من الشعر بالقليل، وقد شهر الحرب وحده على قبيلة كاملة ثأرا لحميه الذي قتلوه؛ لأنه ارتضى لبنته زوجا من غير أكفائها وأقسم لا يهدأن أو يقتل منهم مائة بقتيله. فأصاب تسعة وتسعين منهم ثم أصابوه وقطعوا رأسه وجاء رجل منهم فركله بقدمه العارية فجرح في قدمه وفسد جرحه فمات. فقيل: إن الشنفرى بر بقسمه وهو قتيل.
ويروى عن النبي أنه ود لو شهد عنترة بن شداد، ولعله لم يكن يود ذلك إعجابا بشعره كما وده لعلمه بجدوى ذلك الفارس الشاعر لدعوته؛ إذ يجنح إليها ويقود لها عتقاء الصحراء جميعا تحت لواء نبي يبشر بالمساواة.
Halaman tidak diketahui