Dacaya Ila Sabil Muminin
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
Genre-genre
وقال { اقتربت الساعة وانشق القمر } ( القمر / 1) وقد وقع انشقاق القمر في زمانه - صلى الله عليه وسلم - ومضى لذلك ألف وثلاثمائة ونيف وأربعون عاما ، وقال - عليه الصلاة والسلام - :( بعثت أنا والساعة كهاتين ) وأشار بالسبابة والوسطى ، وربما قال قائل أين الاقتراب على تسليم ما قررتموه ؟ فنقول : من المعلوم أن ما مضى من عمر الدنيا لا يتناوله إحصاء وما بقي قدره يسير ويؤيد هذا القول ما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - : ( سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين )(1) ومن المسلم أن هذا السلام لم يبق له ذكر في هذا العصر في أي قطر من الأقطار ، وهل يصح أمام تلك القذائف الجهنمية العصرية ، والحروب الكيمياوية التي أصبحت تهدد العالم إن وقعت لا قدر الله تكتسح الملايين من البشر في جزء يسير من الزمن،وهذه التحقيقات لا تنافي النصوص الواردة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، ولا يصح لأحد أن يقول ما ذكرتموه غير مقبول لعدم ظهوره تلك الأمة ولم تعرف لحد الآن ولا مقرها من الكرة الأرضية ؛ لأن البشر قد اكتشف القسم اليابس من الأرض ما عدا مركز القطبين والربع الشمالي لم يبق فيه احتمال لوجود أمة مجهولة .
وعلى الرأي الثاني مع التسليم أن يأجوج ومأجوج هم أمم الصين كما سبق سيظهرون في المستقبل ويعبر عنهم بعض ساسة أوروبا وعلمائها بالخطر الأصفر المتوقع ،وذكر بعض علماء العصر أن عاهل جرمان كان يريد بممالاته المسلمين وإمدادهم لو رجحت كفته في الملحمة الكبرى أن يجعلهم سدا محكما دون أوروبا من ذلك الخطر الأصفر ، وليس ببعيد أن يكون سعي الدول الاستعمارية من ثل عروش الأمم وافقادها عزها إذا أراد الله إنقاذ حكمه سببا لاهتياج ذلك الجنس
(1) رواه الترمذي عن النواس بن سمعان .
Halaman 119