وصمت الحاج والي قليلا ثم قال: بل إني أثق بك كل الثقة.
وعاد إلى الصمت، وهوم السكون عليهما لحظات، ثم قال: يا محمد خذ بالك من ...
ولم يكمل، وقال محمد: ممن يا أبي؟
وتنهد الأب ثم قال: من صحتك يا ابني.
وفهم محمد ما يقصد أبوه، أو خيل إليه أنه فهم، فأطرق في استخذاء، فقال الأب: إنك تسهر كثيرا ولا تراعي ...
وصمت وصمت محمد، وأكمل الأب بعد تنهدة عميقة: صحتك.
وعاد الصمت مرة أخرى يحلق على الأب وابنه، ثم قال الحاج والي: إنك تحتاج لفلوس للنقل ولإنشاء عيادة.
وسكت محمد. وقال الأب: خذ، معي الآن مائة جنيه، وإن احتجت لزيادة أرسل لي. - أطال الله عمرك يابا.
وانصرف محمد، وظل الأب وحيدا، وعندما قدمت إليه الحاجة بمبة وجدته ساهما مفكرا، ولم تحاول أن تسأله عما به، بل تركت الغرفة. وعاد هو إلى وحدته، وإن كان لم يفارقها؛ لماذا تفعلين هذا بنا يا آمال؟ لماذا تفعلين هذا بنا؟
سرعان ما استعاد محمد صلاته بأصدقاء الكلية، فقد كان يتصل بهم كلما جاء إلى القاهرة. فحين نقل إليها كان على علم بمكان أصدقائه جميعا؛ وفي مقدمتهم مجدي عبد العزيز الذي أصبح طبيبا بمستشفى الملك حيث نقل محمد. وهكذا التأم الصديقان مرة أخرى، تجمع بينهما الذكريات القديمة والزمالة في المستشفى.
Halaman tidak diketahui