299

Cuyun Tafasir

عيون التفاسير للفضلاء السماسير للسيواسي

Genre-genre

في كل يوم مرتين «1» (وهم لا يفرطون) [61] أي الملائكة لا يقصرون بالزيادة والنقصان فيما يؤمرون.

[سورة الأنعام (6): آية 62]

ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين (62)

(ثم ردوا) أي الملائكة أو العباد (إلى الله) أي إلى حسابه وجزائه (مولاهم الحق) بالجر صفتان ل «الله»، أي مالكهم ومتولي أمورهم العدل الذي لا يحكم بينهم إلا بالحق (ألا له الحكم) أي اعلموا أن الحكم لله يوم القيامة لا لغيره (وهو أسرع الحاسبين) [62] إذا حاسب، لأنه لا يحتاج إلى فكرة وعدة.

[سورة الأنعام (6): آية 63]

قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين (63)

ثم قال توبيخا لهم بشركهم (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر) أي من شدائدهما ومخاوفهما كالخسف والغرق، يقال لليوم الشديد يوم مظلم وإن كان نهارا (تدعونه) أي الله (تضرعا) أي علانية (وخفية) بكسر الخاء وضمها «2»، أي سرا إذا وقعتم في الشدائد تقولون له (لئن أنجانا) بتاء الخطاب، وقرئ أنجانا بالألف «3»، أي لئن خلصنا (من هذه) الشدائد (لنكونن من الشاكرين) [63] لله تعالى، أي الموحدين له.

[سورة الأنعام (6): آية 64]

قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون (64)

(قل الله ينجيكم) بالتشديد والتخفيف «4»، أي يخلصكم (منها) أي من تلك الشدائد (ومن كل كرب) أي غم وشدة، يعني يكشف الله ظلماتهم عنكم إذا دعوتموه (ثم أنتم تشركون) [64] الأصنام به.

[سورة الأنعام (6): آية 65]

قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون (65)

ثم قال وعيدا لهم بأصناف العذاب ليؤمنوا (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) كالرمي بالحجارة والريح العقيم وصيحة جبرائيل كما بعثها على من قبلكم (أو من تحت أرجلكم) كالخسف لقارون، وقيل: هما حبس المطر والنبات «5»، وقيل: «من فوقكم» من قبل الأكابر والسلاطين الظلمة، و«من تحت أرجلكم» من قبل سفلتكم وعبيد السوء «6» (أو يلبسكم شيعا) أي يخلطكم «7» فرقا مختلفة على أهواء شتى مع أئمة متجبرة (ويذيق بعضكم بأس بعض) أي يقتل بعضكم بعضا فتختلطوا وتشبكوا في ملاحم القتال (انظر) يا محمد (كيف نصرف الآيات) أي نبينها (لعلهم يفقهون) [65] أي يعقلون ما هم عليه من الشرك المحال «8» فيتوبون عن ذلك ويوحدون.

[سورة الأنعام (6): آية 66]

وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل (66)

(وكذب به) أي بالقرآن أو بالعذاب (قومك ) أي قريش (وهو الحق) أي الصدق، لأنه وحي من الله أو لا بد أن ينزل بهم (قل لست عليكم بوكيل) [66] أي بحفيظ مسلط لأمنعكم من التكذيب إجبارا وألجئكم إلى الإيمان، إنما أنا منذر «9»، وهذا قبل أن يؤمر بالقتال.

[سورة الأنعام (6): آية 67]

لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون (67)

Halaman 20