[قصيدة ابراهيم بن محمد التميمي رضي الله عنه عند أن بايع
الإمام المرتضى أخاه الإمام الناصر]
ومما يحسن أن نكتبه هنا القصيدة الفريدة الرائعة البارعة؛ التي قالها الشاعر البليغ ولي آل محمد إبراهيم بن محمد التميمي رضي الله عنه؛ عند أن بايع الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الإمام الهادي إلى الحق أخاه الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق عليهم السلام، وبايعه الناس في جامع الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام بصعدة، وقد اجتمع ذلك اليوم الجمع الكثير، والجم الغفير، قيل إنهم كانوا مابين صعدة والغيل، وساروا إلى صعدة القديمة التي كانت تحت جبل تلمص، وكان اسمها جماع، وأما صعدة الموجودة فلم تكن إلا بعد أن أسس الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام جامعه بها كما حقق ذلك في الأسانيد اليحيوية ابن أبي النجم وغيره، وكان ذلك يوم الجمعة، وقد أورد هذه القصيدة الفائقة الرائقة في الحدائق الوردية العلامة الشهيد حميد بن أحمد المحلي الوادعي، وهي في مطلع البدور للعلامة أحمد بن صالح ابن أبي الرجال رضي الله عنه، مطلعها:
عادات قلبك يوم البين أن يجبا .... وأن يراجع فيه الشوق والطربا
قال في الحدائق والمطلع - وخرج إلى المدح فقال:
قوم أبوهم رسول الله حسبهم .... بأن يكون لهم دون الأنام أبا
من ذا يفاخر أولاد النبيء ومن .... هذا يداني إلى أنسابهم نسبا
قوم إذا افتخر الأقوام واجتهدوا .... وجدت كل فخار منهم اكتسبا
لولا الإله تلافانا بدينهم .... لما فتينا عكوفا نعبد الصلبا
أقام جبريل في أبياتهم حقبا .... يتلو من الله في حافاتها الكتبا
أنتم أناس وجدنا الله صيركم .... لنا إليه إذا لذنا به سببا
لايصلح الدين والدنيا بغيركم .... ولايقال لمن سامى بكم كذبا
من عابكم حسدا عاب الإله ومن .... عاب الإله فقد أودى وقد عطبا
ومن يكن سلمكم يسلم بسلمكم .... ومن يحاربكم جهلا فقد حربا
لم يفرض الله أجرا غير حبكم .... لجدكم خاتم الرسل الذي انتجبا
حق الصلاة عليكم والدعاء لكم .... فرض على كل من صلى ومن خطبا
تشوف الملحدون النوك إذ علموا .... أن الإمام علينا اليوم قد عتبا
قلت: أراد بالإمام هنا المرتضى عليه السلام حين عتب عليهم وتخلى عن الأمر.
Halaman 69