125

Cuyun Masail

Genre-genre

============================================================

الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات وشيء آخر: وهو أنا وجذنا ما فيه حياة ليس بحي، وما فيه علم ليس بعالم، وهويد الإنسان وقلبه. فلو كان الحيي إنما كان حيا لأن فيه حياة؛ كانت يد الإنسان حية، وكان قلبه عالما، وهذا ما لا يذهب إليه عاقل.

وإذ كان على ما بينا وصح ذلك أن العالم على ما هو عليه من إتقانه وعجيب صنعه فاعل قديم لا يجوز عليه التغير من حال إلى حال بما قدمنا، صح أنه حي عالم قادر؛ لأن الأفعال المتقنة المحكمة الواقعة باختيار لا تكون الامن حي عالم قادر.

وقد صح أنه عالم لنفسه حيي قادر بعينه من قبل ما ذكزنا، ومن قبل أنه لوكان إنما يعلم بعلم لجاز أن يجهل. وكذلك لو كان حيا بحياة لجاز أن يتغير، ولو كان أيضا عالما بعلم كان علمه لا يخلو من أن يكون هو هو أو غيره أو بعضه، وكل ذلك محال؛ لأن القديم لا يكون ذا أبعاضي، والعلم لا يكون عالما، كما أن الحياة لا تكون حيا، والموت لا يكون ميتا. ومن كان علمه غيره وكان هو القديم وحده كان قبل وجود علمه جاهلا ثم علم، والقديم لا يجوز أن يتغير من حال إلى حال.

فإن قالوا: العلم بالغائب من غير دليل محال لا يتوهم. قيل لهم: ووجود دلالة يعلم بها غائب محال لايتوهم.

فإن قالوا: كذلك نقول: أبطلوا علومهم التي يصولون بها؛ يعني علم النجوم والطب ومقادير أجرام الكواكب واقعا ما بينها، والقول في أطراف الأرض وما يكون فيه ذلك، وأبطلوا العلم بشيء مما مضى من أيام العرب والعجم وأخبار آبائهم وأجدادهم؛ لأن ذلك كله غائث.

Halaman 629