فالعوالم كلها في قهر قبضته، والموجودات كلها قائمة في ظل عز قيوميته، وما سكن
ساكن ولا تحرك متحرك الا بحوله وقوته، فأنت إذن به له، ثم من هاهنا بحار يغرق
فيها سبح الألباب، وحمى تخر دون بلوغ مرماه الرقاب، إذ بينما، أنت لله رقيب، فصرت
بالله لله، ثم لله وحده، ثم الله وحده ( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون )
قال رضي الله عنه: الولي له نوران: نور يجذب به، ونور يدفع به، نور بسط وعطف ورحمة
تجذب به قلوب أهل العناية، ونور قبض وعزة و قهر يدفع به أهل البعد والغواية، لأنه
يتصفح بين دائرتي فضل وعدل، فإذا أقيم بالفضل ظهر فجذب فنفع ، وإذا أقيم
33
بالعدل والعز حجب فخفي فدفع، فمن أقبل فإنما ذلك لرسائل منهم وردت عليه،
ومن أدبر فإنما ذلك لوجود قضاء غلب عليه
Halaman tidak diketahui