Mata yang Mengedip pada Rahsia yang Tersirat
العيون الغامزة على خبايا الرامزة
بأن حرف الروي منه الواو دون اللام، وذلك أنه لو كان رويه اللام لكانت الواو بعدها وصلًا، ولا يخلو حينئذ إما تكون مخففة أو مبدلة، فإن كانت مخففة امتنع جعلها وصلًاَ إذا كالمحققة على ما قررناه آنفًا، وإن كانت مبدلة إبدالًا محضًا وأخرجت عن الهمزة البتة لزم أن تجري مجرى واو دلو وعرفوة إذا صار إلى أدلٍ وعرقٍ لأنه ليس في الأسماء ما آخره واو قبلها ضمةٌ، فكان يجب على هذا أن يقال «إنما الفتح للولى» فتعين بما ذكرناه أن يكون رويه الواو دون اللام، وقلّ من يتفطن له. إذا تقرر ذلك فقول الناظم «وصلًا» معطوف على المنصوب من قوله «تحوزرويا»، وأتى بالفاء ليفيد ان الوصل عقب الرويّ لا فاصل بينهما. وضمير المؤنث من قوله «بها» عائد إلى القافية، وقوله «لينا وهاء» بدلٌ من قوله «وصلا»، وحذفَ التنوين من قوله «وهاء» لالتقاء الساكنين على حد قوله: ولا ذاكر الله إلا قليلا وقوله «النفاذ والخروج بذي لين لها الوصل قد قفا» قال الشريف: لمّا فَرغ من ذكر حرف الروي وحركته، وذكر أن تلك الححركة توصل بحرف لين أو بهاء السّكت استأنف كلامًا آخر عرّف فيه أن النفاذ والخروج تابعان لهاء الوصل، فالنفاذ مبتدأ والخروج عطف عليه، وقوله «لها الوصل قد قفا» جملةٌ في موضع الخبر، «وبذي لين» متعلقٌ بالخروج. وقال «قفا» ولم يقل «قَفَوَا»، وهو ضمثر النفاذ والخروج، لأنهما لمّا كانا متلازمين صيّرهما كالشيء الواحد فعاملهما معاملةَ الفرد. قلت: هو أحد الوجوه في قوله تعالى: «والله ورسوله أحقّ أن يُرضوه»، إذ إرضاءُ الله تعالى لرسوله ﵊، وبالعكس، وهما متلازمان فساغ إفراد الضمير. وقيل: «أحقُّ» خبرٌ عن اسم الله تعالى وحذف مثله خبرًا عن رسوله أو بالعكس، فكذلك يُقال في البيت إن قوله «لها الوصل قد قفا» إما خبرٌ عن قوله «الخروج» أو عن «النفاذ»، وحذف خبرَ لدلالة المذكور عليه. ولا يخفى أن الهاء ممدود لكنّ الناظم قَصَرَهُ في قوله «لها الوصل» ضرورةً، وهو لأجلها جائزٌ. إذا تقرر ذلك فالنفاذ حركةُ هاء الوصل، نحو فتحة الهاء من قوله: عفت الديارُ محلها فمقامها وكسرة الهاء من قوله: تَجَرُّدَ المجنون من كسائهِ وضمه الهاء من قوله: وبلدٍ عاميةٍ أعماؤهُ سُميت حركة الهاء نفاذًا لأنها منفذٌ إلى الخروج. وبعضهم يقول: النفاذ، بالدال الغُفلِ، وهو التمام، كأن هذه الحركات هي تمام الحركات وبها يقع نفاذها. والخروج هو الحرف الذي يتبع حركة هاء الوصل إن فتحةً فألفٌ، وإن كسرةً فياءٌ، وإن ضمةً فواوٌ. ولم يصح الناظم بتفسير النفاذ، لكن أومأ إليه إيماءً لانه لمّا ذكر أن النفاذ والخروج تابعان لهاء الوصل وقدّم النفاذ في الذكر، وترتيب الذكر معتمدٌ عنده حسبما تقدم في غير موضع، عُلِمَ أن الذي يتقدم حرف اللين بعد الهاء ليس إلا الحركة، وهذا ظاهر، كذا قال الشريف. وسمي هذا الحرف خروجًا لانه به يكون الخروج عن البيت. قال: وردفًا حروف اللين قبلَ الَّوي لا سوى ألفٍ معها التَّحرك حذوذا أقول قوله: «ردفًا» معطوفٌ على «رويا»، فإن قلت: إذا تعددت المعطوفات كقولك «قام زيد وعمرو وبكر» فهل يُعطف الأخير على المعطوف عليه أولًا وهو زيد، أو على المعطوف المجاور له، وهو عمرو في مثالنا، قولان، فما بالك عيّنت قوله «رويا» لكونه عَطَفَ عليه «ردفا» ولم تجعله معطوفًا على ما قبله وهو «وصلًا» فهل فعلت ذلك بناءً على أحد القولين، أو فعلته لمعنى آخر؟ قلت: فعلته لمعنى آخر، وذلك أنا لو جوّزنا عطفَ قوله «ردفا» على قوله «وصلا» فسد المعنى، وذلك لأن «وصلًا» مدخول~ٌ لفاء العطف المقتضية للتعقيب الموجب لكون الوصل واقعًا بعد الروي، فإذا جُعل الردف معطوفًا على مدخول الفاء لزم ان يكون واقعًا بعد الروي، وهوباطل، فتعين الأول ولا يكون هذا من محلّ الخلاف في شيءِ. وقوله «حروف اللين» بدلٌ من قوله «ردفا»، والرّدف عندهم حرفُ مدّ ولين، أو حرف لين قبل الروي وليس بينهما حائل، مأخوذ من ردف الراكب لأنه خلف الرويّز فقد يكون ألفًا كقوله: ألا عِمْ صباحا أيها الطلل البالي وقد يكون ياء كقوله: وما كلُّ مُؤتٍ نصحهُ بلبيِ وقد يكون واوًا كقوله: طحا بك قلبٌ في الحسان طروبُ ويجوز أن تتعاقب الواو والياء في القصيدة الواحدة، كقوله:
1 / 85