من عُيُوب النَّفس الفتور فِي الطَّاعَة
وَمن عيوبها فتر فِيهَا فِي حُقُوق كَانَ يقوم بهَا قبل ذَلِك وَأتم مِنْهُ عَيْبا من لَا يهتم بتقصيره وفترته وَأكْثر من ذَلِك عَيْبا من لَا يرى فترته وتقصيره ثمَّ أَكثر مِنْهُ عَيْبا من يظنّ أَنه متوفر مَعَ فترته وتقصيره وَهَذَا من قلَّة شكره فِي وَقت توفيقه للْقِيَام بِهَذِهِ الْحُقُوق فَلَمَّا قل شكره أزيل عَن مقَام التوفر إِلَى مقَام التَّقْصِير وَيسْتر عَلَيْهِ نقصانه وَاسْتحْسن قبايحه قَالَ الله تَعَالَى ﴿أَفَمَن زين لَهُ سوء عمله فَرَآهُ حسنا﴾
والخلاص من ذَلِك داوم الالتجاء إِلَى الله تَعَالَى وملازمة ذكره وَقِرَاءَة كِتَابه والبحث عَن مطمعه وتعظيم حُرْمَة الْمُسلمين وسؤال أَوْلِيَاء الله الدُّعَاء لَهُ بِالرَّدِّ إِلَى الْحَالة الأولى لَعَلَّ الله تَعَالَى أَن يمن عَلَيْهِ بِأَن يفتح عَلَيْهِ سَبِيل خدمته وطاعته
من عُيُوب النَّفس الطَّاعَة وَعدم الشُّعُور بلذتها
وَمن عيوبها أَن يُطِيع وَلَا يجد لطاعته لَذَّة ذَلِك لشوب طَاعَته بالرياء وَقلة إخلاصه فِي ذَلِك أَو ترك سنة من السّنَن
ومداواتها مُطَالبَة النَّفس بالإخلاص وملازمة السّنة فِي الْأَفْعَال وَتَصْحِيح مبادئ أُمُوره يَصح لَهُ مُنْتَهَاهَا
وَمن عيوبها أَن يَرْجُو لنَفسِهِ الْخَيْر فِي حُصُول مشَاهد الْخَيْر وَلَو تحقق لَا يسر أهل المشهد من شُؤْم حُضُوره كَمَا قيل لبَعض السّلف كَيفَ رَأَيْت أهل
1 / 8