وهذا من تلك الجريدة وغيرها سوق للحكومة إلى إظهار ما تكنه من السلطة على البلاد المصرية، وضمها إلى ممالكها الشرقية، وما كان ذلك خافيا على أحد، وإن كان بعض المصريين غالطوا فيه أنفسهم عن علم أو جهل - والله أعلم.
ما تطلبه الجرائد من طرد العساكر الوطنية إنما هو مقدمة التملك ورسوخ القدم، ثم هي تموه في تحسين ذلك بدعواها أن أهالي مصر يفرحون منه، مع أن أول ثورة عسكرية سر بها المصريون على عهد وزارة ولسون إنما كان منشؤها العزم على تقليل عدد العساكر وإقفال المدارس العسكرية، فالمصريون وهم المسلمون لا تعقل مسرتهم من طرد حاميتهم الوطنية، بل ينزعجون منه غاية الانزعاج.
الفصل العشرون
حجة نوبار باشا
في برقية من القاهرة بتاريخ 22 مارس أن نوبار باشا أقام الحجة على المستر كليفورد لويد (وكيل الداخلية المصرية) ورفع حجته إلى الماجور بارنج. •••
هذا الذي بقي لأولي الأمر من الشرقيين، يقيمون الحجج والبراهين ويقنعون بأن برهانهم سالم المقدمات صحيح النتيجة عند التعقل، إلا أن بعضهم يقيم حجته على بعض الدول عند بعض آخر منها، وبعضهم يقيمها عند أوليائه من الأجانب وهو منهم وفيهم، إن هذا لشيء عجاب!
الفصل الحادي والعشرون
عثمان دجمة
1
في البرقيات الأخيرة أن فرقة إنجليزية ستفارق هندوك وتتوجه إلى نواحي ثمانية (محل المعركة الماضية) لتعسكر في تلك الجهات، أيظنون أن إقامتهم بها تكفي لخضوع القبائل، غير أن عثمان وعد قومه بأنه سيأتيه أمر إلهي بعد ستة أيام ليبيد بقوته عساكر الإنجليز، وأشيع أن محمد أحمد سيبعث إليه بمدد.
Halaman tidak diketahui