وفيها توفي الفقيه الفاضل سعيد بن منصور بن محمد بن أحمد الجيشي بالجيم والياء المثناة من تحتها والشين المعجمة وهو الذي يقال لهُ سعيد بن أَنعمَ وكان أُبوهُ يلقب بأَنعمَ وكان فقيهًا محققًا درس بعد شيخه عمر بن مسعود في مدرسة ذي هريم وأَصل بلدهِ مصنعة سير وكان حسن السيرة وتوفي في السنة المذكورة وقبره عند شيخهِ المذكور في مقبرة صينة رحمهُ الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن موسى المعروف بالحرف. تفقه بابن الرسول وكان قاضيًا في ناحية من نواحي أَبين وتوفي بهما في هذه السنة المذكورة رحمهُ الله تعالى.
وفيها توفي القاضي اسعد بن مسلم. وكان من أهل الدين والمروءة شهد له بالخير أَعيان زمانه. ويروى أنه اجتمع برجلي زمانه عمر بن سعد العقيبي وسليمان الجندر رحمهم الله تعالى في بيته فباتا في صلاة وقيام وركوع وسجود. وبات القاضي نائمًا قال الفقيه عبيد السهولي وكنت معهم ليلتئذ فتحيرت هل أُوافقهما في الصلاة والقيام أَو أوافق القاضي في النوم وبقيت مترددًا فأَوجز الفقيه صلاته ثم سلم وقال لي يا فلان أن صاحبك هذا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فلا تعلمه بذلك وتزوَّج بابنة القاضي مسعود بن علي فاتت له بابنتين وابن تزوج إحداهما القاضي بهاءُ الدّين والأخرى أخوه حسان ولم يزل القاضي اسعد على أَحسن سيرة إلى أن توفي يوم الأربعاء العشرين من شهر صفر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة خمس وسبعين وستمائة تسلم السلطان حصن الريشة في ذي الحجة من السنة المذكورة. وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل عبد الله ابن الفقيه عمر بن مسعود بن محمد بن سالم الحميري وكان فقيهًا عالمًا عاملًا كاملًا مبرزًا في جميع أنواع العلوم درس بعد أبيه بمدرسة ذي هُزَيْمٍ إلى أن توفي رحمة الله عليه في السنة المذكورة.
وفي سنة سبع وسبعين حط الأمير علم الدين الشعبي على الحصون الحصورية وهي القاهر وعزَّان فاستمد الشريف علي بن عبد الله بالأشراف فلم يمده أحد منهم إلا الإمام مظهر بن يحيى فإنه جمع جمعًا عظيمًا وقصد الشعبي إلى محطته وكان