فصل: وأما الرعد والبرق فالرعد أصله الإضطراب يقال : أرعدت فرائص فلان : إذا أكاع عن اللقاء وجاد عن مواجه الأقران ولم يعد الصوت الذي يسمعه من السحاب وأرعدت السماء ويرقب وقال أبو عبيدة وأبو عمرو أرعدت السماء :بأجل ما يعود عليك ديارنا وطلابنا فأبرق مارضك وأرعد وقد احتج علي الأصمعي بهذا أو يقول [78- ] الكميت أبرق وأرعد يا زيد فما وعيدك لنا بضائر .
قال الأصمعي: ليس بيت الكميت بحجة وألحقه بالمجد بين التأخر زمانه وقد فعل بذي الرمة قال : طالما أكل ذوي الرمة الزيت في حوانيت ابقالين فجعله من المتأخر .
قلت : ولن يعجز أحد أن يفعل ذلك ونحوه ويرد كلما اجتمع عليه به والبيت الأول دليل عليه من البيت الآخر وبيت أيض للفرزدق وسيأتي إن شاء الله تعالى .
وأما البرق : فهو الذي يلمع كبريق السيف يقال : برقت السماء برقا وبرقان ويجمع على بروق قال البحتري :
يختال بين بروقه ورعوده فحللت بين عقيقه وزروده للوي قفر تبدل وحشه من عيده ......يا عارضا متلفعا ببرودة لو شئت عدت بلاد نجد عودة لتجود في ريع منعرج ...
والرعد المسموع قيل : هو ملك من الملائكة عليهم السلام يقال : الرعد ولصوته أيضا الرعد وقيل :بل ملك يزجي السحاب كما يزجي الراعي الإبل إذا تبدت السحايب ضمها فإذا اشتد غضبه طار من فيه النار والعرق الذي يراه قيل هو المطاير من اشتد بغضبه الملك عليه السلام وقيل : من أجرام السحاب فخرج منه هذه النار وقيل : أنه مصيغ ملك يسوق السحاب .
وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] من طريق أبي إسحاق في الكشف والبيان بالإسناد المتقدم إليه إلى ربيعة بن الأبيض عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : البرق مخاريق الملك .
Halaman 129