Cunwan Zaman
Unwan al-Zaman fi Tarajim al-Shuyukh wa-l-Aqran
Genre-genre
يفعله إلا كالمضطر . وكان يجتمع به بعض من حصل له كشف ، فإذا صار بين يديه عجز عن الأخذ عنه فيفكر في نفسه ذلك الرجل ، فيقول له : مثلك مثل الضعيف البصرفى الشمس القوية لا يرى شيئا لما يقوى به من الحال قال : وكان من أكرم الناس وأقواهم جأشا وأزهدهم فى المباح ، وكأان مغناطيس القلوب ، بحيث أن من رأه أتبعه بصره غالبا ومن جالسه تعلق به . وأسلم على يده سبعة عشر نصرانيا ويهودى وأحد وقال : ما ولد لى ولد إلا صليت عليه صلاة الموت . وطلب منه أولاده في عيد أن يهبهم ثلاثة دراهم ، فقال : بل درهما ونصف ، وبكي وقال : من أين لابيكم ثلائة حلال ، فبكوا فقال : تدلون على يا أولادى ، وعزة رب العزة ما أرجحكم في قلبى عن أولاد المسلمين مقدار ياسمينة واتفق له أنه عزم على الحج مرة فتكلف جمع ألف درهم فضة ، ثم كارى الجمال ودفعها إليه فحمله نصف بريد، ثم أخذ جماله وذهب إلى بعض شأنه قهرت ، فلم يقدر عليه فرجع ، ولم يتم له حج فى ذلك العام وأقسم بالله أنه ما تأثر لذلك ولا اختلجت فيه له شعرة .
وكان لا يرى بالتأليف ، ويقول : ياما قال الناس : ولكنه في بعض الأوقات إذا تكلم يقول : هذا يكتب بماء الذهب . وكتب الشيخ خليل القابونى من كلامه نحو مائتى كراس ، وكان إذا تكلم في مقام أشهد الحاضرين ذلك المقام وأوقف نفوسهم عليه قال : وقال : شبهت قلبى مع لسانى مثل قدمى مع طرفى ، ترى العين بريدا فتنقل الرجل خطوة ، والقلب ما يرى من المعانى ما يجل عن الوصف فيتكلم اللسان بكلمة ، وإنه لسوارد على الاجوبة فأريد الكلام بمعنى فيسبقنى غيره
ومن كلامه البديع ، وقد ستل من خير الناس] فقال : أتقياء الأجناس . وقال : خير الأمة أبرؤها ذمة . وقال : إذا رأيت الفقيه طلب الدنيا فاغسل يديك منه . وقال : إن الملوك إذا صحبوا أحدا ، فإن كان صالحا شغلوه روإن كان عاصيا هتكوه ، وإن كان ذا مال أكلوه رفما يصحبهم عاقل . وقال : عاهدت الله أن لا أوافق عادة أهل الزمان : قال: حدثت عهدا ولا جمعت جماعة ولا رتبت حزبا ولا وجدت للنفس من حظ من عادة إلا جعلتها وراء الظهر . وسثل عن قوله صلى الله عليه وسلم « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده الحديث . فقال : إن أمكنه وجب عليه .- وبالغ في تأاكد الوجوب وإن لم يمكنه فمن حسسن إسلامه تركه فإنه لا يعنيه إلا بقلبه . وقال: الفكر قطب من حسن التكاليف وسثل عن الحلاج فقال : إن الحجاج قتل من العلماء خلقاكثيرا ، وشتت شملهم وأبادهم ، وقتل كبرائهم كسعيد بن جبير . وقال أهل العلم عنه : إنه مات مسلما وقالوا في الحلاج : إنه مات كافرا ، فلو أنهم يقولون بالهوى لقالوا فيمن شتت شمل كبرائهم وأبادهم بقتل فضلاتهم .، وتركوا من لم يشتغل بواحد منهم يوما قط ، وإذا ثبت أنهم يقولون بغير الهوى وجب على الناس أتباعهم وسثل عن ابن عربى فقال : أما ابن عربى ، فإنه لم يوافق ملة من الملل فى كفرها ، بل كفر كفرا خرق به إجماع الملل وزاد عليهم . قال الشيخ كمال الدين ولده .
نقلت هذا الكلام لبعض اتباع ابن عربى المعنيين بطريقته الملازمين لكلامه ، فقال : لو كان ابن غربى حيا لقبل بين عينى الشيخ . وقال: إنه لم يعرفنى أحد سواك ، سرورا بأنه علم أنه اخترع طريقة ما سبق إليها وأبدع من المقال ما لم ينسج له على منوال
قال : وسئل عن ابن الفارض، فقال : في الصحيح ما يغنى عن الجريح ، وفى المتفق عليه ما يغنى عن المختلف فيه ، وفى هذه البيضاء مقنع . على أنه رحمه الله لم يستفتح بذكر أحد من هؤلاء ولا مرة فى عمرة ، لكنه لما سثل عنهم فى المشهد العام راعى ضيانة ظاهر الشريعة وكان من أصحابه رجل قد ابتلى بالمراء والجدال بالهوى بحيث لا يطول لأحد بعده صحبة ، حتى ولا جلسه إلا وقع بينهم شر . فقال له : يا سيدى رأيت منك عجبا فى طول هذه المدة لم أختلف أنا وأنت فى شبى . فقال له : وما موجب الاختلاف . أإذا قلت لك ، هذه الشمس طالعة فتقول : لا : قلت : من الجائز أن الله تعالى قد أعمى البعيد ، ومن أعماه الله فأنا عاجز عن تبصرته . فكشف عماكان فيه من المراء وتأدب وكان صاحبب كشف يتكلم غالبا مع أصحابه بحسب خواطرهم ، فيقول لمن قاول زوجته : إن الشريك إذاكان أمينا ينبغى أن يغتفر له ما يقع من سنوء الأخلاق ، ونحو ذلك وتكلم على النازلة العظمى - فتنة تمرلنك قبل وصوله - بما لو حفظ لبلغ مجلدة ، مع كل صاحبة بما سيقع له . فأول ما وقع له فى ذلك : أنه رجع من الحج فى أول سنة ثلاث قبل وصول تمر بأشهر ، وهو فى الشرق إلى الأن : أن ظهر عليه من أثار الكمد شيء عظيم ، فسئل عن ذلك فقال : شاهدت البيت في هذه السنة مشاهدة ما وقعت لى فيما مضى من حجاتى ، وظهرت لى هذه الكائنة في تلك المشاهدة ، فمن أمكنه السفر فليسافر . تم أخذ أسباب السنفر فاكترى ، وشرع في التحميل فأتى إليه الشيخ برهان الدين ابن مفلح فقال له : ما حملك يا سيدى على هذاء فقال : الظلم العام وضعف
رءوس الطبقات ، وتولية القفا عند الملتقى . فقال : يا سيدى إن سفرك يهد من الناس أكثر مما تهد منهم هذه النازلة . فأقام ، وقال : لئن اجتمع بى ليزين منى شيئا ما رأه من أحد قط ، غير أنه لا يرانى ولا أراه . فمات قبل دخوله دمشق بأيام قلائل قال : وسأله الشيخ أحمد الحجيري - بفتح المهملة وكسر الجيم - بالجامع الأموى فى الإقامة بدمشق فنهاه عنها ، فقال : يا سيدى إن السلطان قد وصلت طلائعه فبكا وقال : مثله كمثل شخص الجبال يرقض ساعة ويغظس قال : وأخبرنى الشيخ ناصر الدين التنكزى ، قال : بينما أنا ورفيقى نتجادب أمر السفر والإقامة ، وهو يقول : والله ما أقيم ، وأنا أقول : والله ما أرحل ، ويقضى الله أمرا كان مفعولا ، وإذا الشيخ قد أقبل فنظر إلى وقال :كل [ما] ملكناه ذاهب ، حنن الله عليك القلوب . وقال لرفيقى : لا تبت فى البلد . فكان من أمرى أنه ماسلم لى شيع قيمته ذرهم ، غير أن الله عطف على القلوب .
قال ولده . وخرج مع أصحابه يوم السنبت تالت شهر ربيع الأخرة إلى المقابر ، فلما كان بين صلاتى الظهر والعصر ، قال : فى مثل هذا اليوم أكون تحتها - وأشار إلى الأرض فمرض يوم الأحد ، فكان يقول لولده في أيام مرضه بعد أذان الصبح : هات لى بفلسين ماء حارا من الحمام ، فيتوضا به . فلما كانت ليلة السبت عاشر الشهر قال : من نحو ثلث الليل الأخير : قم هات ماء حارا ، ثم ولى ولده على حماملا يغلق ليلا : فلما توضا ، ثم وضعت بين يديه مخدة وهو فى النزع متوجه ذاكر ، ويلتفت من نزعه وتوجهه فيقول أذن؟ يفعل ذلك حينا بعد حين إلى أن قيل : أذن . فركع ركعتين خفيفتين ثم حمل إلى الفرش ، فوالله ما استقر رأسه على المخدة حتى خرجت الروح من رجليه . رحمه الله واجتمع فى جنازته من الخلق ما لا يكاد تحت الحصر ، ومشوا على غاية من الخفر والسكينة لا تكاد أنفاسهم تسمع ، فضلا عن غير أن يقع كلام . فقال قاضي القضاة علاء الدين بن أبى البقاء - أكرمه الله - بعد موته بماكان يحبه فى حياته من السكون ووقع ، ولما أدخل لحده كانت فى الوقت الذى قال لأصحابه فيه أكون تختها . رحمه الله . وكان له من العمر يوم موته ستا وخمسين سنة . رحمه الله .
حدثنى ابن أيوب : أن أباه لما مرض مرض موته سألهم يوما، ما هذا اليوم؟ فقيل: عاشر ربيع الأخرة كما تقوله العامة - بزيادة تاء التأنيت - فقال ، عاشر ربيع الآخرة يعني بفتح الشين والراء على أنه فعل ماض - يشير بذلك إلى موته في ذلك اليوم متفائلا بأنه يصير إلى نعيم الأخرة فكان كذلك والشيخ جمال الدين فكه المحاضرة ، مليح الهادرة ، بليغ العبارة ، دقيق الإشارة ، قل أن جلست إليه إلا ملا أذنى دررا تستحق الكتابة ، من ذلك ، أنه قال لى إنه لما رأى ما فى دولة الظاهر من التقلبات ، ورفع الأسافل ووضع الأعالى ، وانقلات الزمان ، وتقلب الدهر ، لعمرى لقد باتت هذه الدولة عن الموت فى قطع اللذات .
وقال لى : إنه كأن فى باب البريد من جامع دمشق معبر أعمى ، فجاءه شخص يوما فقال : رأيت في المنام أنى أكلت رمانة . فقال : اللها رمانة ، وشرع يكرر ذلك ويوهمه أن في هذا أمرا عظيما ، حتى زاد تشوف نفس الراتى إلى معرفة تأويله ، ثم قال له : هات .
فما زال به حتى أخذ منه نصف درهم . ثم قال له : هل أكلتها جميعا أو سقط منك شيء فقال : بل جميعها . فقال : الله اللها وأعاد ما فعل أولا . ثم قال زهات . فأخذ منه ربع درهم . ثم قال له ز ما قال المعبرون في تأويل ذلك . ثم لبت برهة ، وسال هل مضى السائل؟ فقيل نعم . فقال : ما أسقع لحيته] رمانة لوأكلها في اليقظة اشتراها بفلس قامت عليه في المنام بثلاثة أرباع درهم وقال لى : إنه لما ولى المستعين بالله العباس من السلطنة - وكانت ولايته في صفر سنه خمس عشرة وتمانمائة - قيل ، عباس بن محمد يحكم في صفر ، وحسبت حروف ذلك بالجمل وجمعت فكانت كعدة السنة التي ولى فيها ، وكذا حروف خليفة ملك ، فأخبر المستعين بذلك وقيل : رجع الأمر إلى ما كان عليه واستراح الناس من دولة العجم فلم يمض على ذلك إلا يسير حتى قبض عليه وسجن حتى مات .
Halaman tidak diketahui