Tajuk Kejayaan dalam Kisah Yusuf yang Setia
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
Genre-genre
أتحفنا حضرة الفاضل العامل وهبي بك، ناظر مدرسة حارة السقائين القبطية، ومدرسة فن الإنشا والعلوم العربية والفرنجية، كتاب عنوان التوفيق، فإذا به قصة يوسف الصديق. وقد جعلت رواية أدبية تاريخية، وجمعت من المبادي العلمية والقصصية قدرا ليس بقليل. فمثلت للقارئ عوائد الإسرائيليين البسيطة، ومناهج المصريين المنيفة في تلك الأعصار الخالية، وبينت ما كانت عليه مصر في تلك الأزمان القديمة، من الصولة وعلو الكلمة في مجامع الأمم الدانية والعالية. فهي رواية تكسب النفوس تنزها وارتياحا، وتقضي للقراء بجوايز فكاهية وفوائد تاريخية، ما يبدل النواح أفراحا والقنوط نجاحا. جمعت من كل جوهر فريدتين، وجنت من كل فاكهة قطفين، والخبر ليس كالخبر، فعلى من أراد نوال ما ذكر أن يفضل العين على الأثر.
10
أما مسرحيته الثانية «بطرس الأكبر»، فقد مثلتها جمعية المساعي الخيرية القبطية يوم 15 / 5 / 1886، تبعا لقول مؤلفها السابق. والحقيقة أن هذه المسرحية مثلتها الجمعية يوم الخامس من مايو بالأوبرا الخديوية. وعن هذا الأمر قالت جريدة «القاهرة»: «عزمت جمعية المساعي الخيرية القبطية على تشخيص رواية «بطرس الأكبر قيصر الروس»، في قاعة الأوبرا الخديوية، وذلك يوم الأربعاء 5 مايو 1886، وهي رواية عربية غريبة في بابها، جمعت إلى الفوائد التاريخية الفرائد الأدبية ... وأن تشخيص هذه الرواية سيكون تحت إدارة عزتلو وهبي بك ناظر مدرسة الأقباط بحارة السقائين. وهي ذات خمسة فصول جيدة الوضع مفيدة الصنع. وقد أعلن مجلس إدارة الجمعية أن أوراق الدخول تباع بمحل الأوبرا في يومي الثلاثاء والأربعاء 4 و5 مايو 1886.»
11
وقد مثلت هذه المسرحية عدة مرات بعد ذلك، حيث مثلتها جمعية النشأة القبطية بالأوبرا الخديوية عام 1899، وعندما طبعت المسرحية عام 1904 مثلتها جمعية المعارف الأدبية الخيرية بالتياترو المصري بشارع عبد العزيز.
12
أما مسرحية تادرس وهبي الثالثة والأخيرة، فهي مسرحية «تليماك»، التي قال عنها: إن جمعية المساعي الخيرية القبطية مثلتها يوم 12 / 4 / 1887. وبالبحث عن أخبار هذا اليوم وما قبله وما بعده، لم نجد أي خبر عن مسرحية «تليماك» لتادرس وهبي! والغريب أننا وجدنا أخبارا وإعلانات كثيرة عن تمثيل مسرحية «تليماك»، دون ذكر اسم مؤلفها، منذ يناير 1887 حتى ديسمبر 1925! فاكتشفنا أن هذه الإعلانات كانت تخص مسرحية «تليماك» لسعد البستاني، الذي كتبها ونشرها عام 1869، وأن هذه المسرحية مثلتها كافة الفرق المسرحية بلا استثناء! فأعدنا البحث مرة أخرى، حتى وجدنا إعلانا منشورا في جريدة «القاهرة» بتاريخ 5 / 4 / 1887، جاء فيه الآتي: «رواية عجائب القدر» وهي الرواية التي سيجري تشخيصها مساء غد الأربعاء في تياترو الأوبرا الخديوي، على ذمة الجمعيتين الخيريتين لطائفتي الأقباط الأرثوذكس والروم الكثوليك. وستكون - بحوله تعالى - في غاية الإتقان، تمتاز على سواها بمزايا حسان. إذ لا يخفى أن لمنشئها - حضرة وهبي بك ناظر مدرسة الأقباط بحارة السقائين - اليد الطولى في فن التشخيص. وهو صاحب روايتي «بطرس الأكبر» و«يوسف الصديق» وغيرهما. فنستنهض الهمم إلى الاشتراك في هذه الليلة، ليروا من المناظر الجميلة والمحاسن الجليلة، ما لا يخرج عن الأصل، بل يوافق الذوق التاريخي في كل فصل. والأوراق تباع على باب التياترو بالأسعار الآتية: 10 فرنك كرسي فوتيل، 6 فرنك كرسي أستال، 2 فرنك أعلا التياترو. أما اللوجات فقد صار توزيعها عن آخرها وتكرر طلبها فعز وجودها.
وهذا الإعلان يوضح لنا عدة أمور مهمة، منها أن مسرحية «تليماك» لم تمثل في التاريخ الذي ذكره مؤلفها، بل مثلت قبله بأسبوع تقريبا. وعندما مثلت تم تغيير اسمها من تليماك إلى «عجائب القدر»! وذلك لحث المشاهد على رؤية مسرحية جديدة بعنوان جديد، حتى لا يظن أنه سيرى مسرحية «تليماك» الشهيرة، التي مثلتها كافة الفرق، وهذا أسلوب كان متبعا في لك الوقت. والدليل على أن تليماك تادرس وهبي هي مسرحية عجائب القدر، أن الإعلان أشار إلى اسم مسرحيتيه السابقتين «يوسف الصديق وبطرس الأكبر»، والمعروف أن تادرس وهبي لم يكتب إلا ثلاث مسرحيات فقط. وأخيرا نجد الإعلان يثبت أن المسرحية مثلت من قبل جمعيتين خيريتين، لا من قبل جمعية المساعي الخيرية وحدها.
ريادة المسرح في مصر
وإذا عدنا مرة أخرى إلى ما كتبه تادرس وهبي في فصله عن التمثيل بكتابه «الأثر النفيس»؛ سنجده تحدث عن نشأة التمثيل عالميا. وعندما تحدث عن هذه النشأة في مصر قال: ولما رأى الخديوي إسماعيل أن البلاد في حاجة إلى استكمال ما تناقص من وسائل العمار شيئا فشيئا، لا سيما بعد أن مرج البحرين يلتقيان، بحر الروم والبحر الأحمر، وأصبحت مصر - كما نقل عن لسانه - قطعة من أوروبا، أنشأ مرسح «الأوبرا»، وجعل فاتحة العمل فيه رواية «عائدة»، وأنعم على الأستاذ يوسف فردي يومئذ بمبلغ طائل من المال ليجزيه أجر ما وقع أدوارها على أنغام الموسيقى. ولمكان عناية الخديوي المذكور بأرباب المعارف انصرفت نحوه وجوه الغرباء لما كان يخصهم به من الإيثار، وفي جملتهم جماعة من فضلاء الشام، ذوو إلمام بفن التمثيل، تلقوه إما مباشرة وإما بالواسطة عن المغفور له المعلم مارون النقاش، الذي نبغ بجبل لبنان في أوائل القرن التاسع عشر، وأولاهم بحسن الأحدوثة الفاضلان سليم أفندي النقاش وأديب بيك إسحاق مثلا بمصر والإسكندرية ما كانت تسمح لهما به ظروف ذلك الزمان، وجاء على أثرهما أديب زمانه عبد الله أفندي نديم، فمثل بالإسكندرية رواية عنوانها الوطن.
Halaman tidak diketahui