Tajuk Kejayaan dalam Kisah Yusuf yang Setia
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
Genre-genre
قال الراوي: وقد اضطرني بسحر شجونه وملح فنونه، أن أتخذه وأصحابي خليلا صفيا، وأعاهد الله أن أروي هذه المقامة ما دمت حيا. (1) فائدة تاريخية: في الكلام على الدولة المصرية التي قدم في عهدها يوسف عليه السلام إلى مصر
تنقسم دولة الفراعنة إلى ثلاثة أقسام أصلية؛ أحدها: الدولة المصرية القديمة، وهي عبارة عمن تولى على مصر من ابتداء العائلة الملوكية الأولى إلى العاشرة، وذلك من سنة 4000 إلى سنة 3000ق.م ثانيها: الدولة المصرية الوسطى، ومبدأ أمر ملوكها من العائلة الحادية عشرة إلى السابعة عشرة، وذلك من سنة 3000 إلى سنة 1700ق.م ثالثها: الدولة المصرية الحادثة، وأول عائلاتها العائلة الثامنة عشرة وآخرها السادسة والعشرون، وذلك من سنة 1700 إلى سنة 527ق.م.
وقد شن الغارة على مصر في عهد العائلة الخامسة عشرة القوم البغاة، المعروفون في تاريخها بالملوك الرعاة، «ويلقبون أيضا بلقب إيكسوس، وهي كلمة مركبة من لفظين، أحدهما إيك، ومعناه باللغة المصرية القديمة ملك، وسوس ومدلوله راع»، وكانت مصر حينئذ مختلة النظام، متوفرة بين أمرائها أسباب البغضاء والاختصام، ومن ثم امتلكها أولئك القوم، ونسخوا أحكام الدولة المصرية المتوسطة، ودمروا ما وجدوه من آثار الفراعنة الأصليين كما صنع التتار لدى استيلائهم على بلاد الصين، ثم لم يلبثوا أن تخلقوا بأخلاق أهل مصر، واتخذوا بيوت ملك كالتي كانت للفراعنة في ذلك العصر، ونازعهم في الملك قوم من أهالي الصعيد، ممن توفرت فيهم العصبية الملية والنخوة الأصلية، فانقسمت مصر إلى مملكتين؛ أحدهما بالجهة الجنوبية، وهي مصرية محضة، أخذ بمقاليد الحكم عليها فراعنة العائلة الخامسة عشرة والسادسة عشرة، وقاعدة ملكهم مدينة طيبة. وثانيتهما بالجهة الشمالية، وأولياء أمورها الملوك الرعاة، وقاعدة ملكهم مدينة تانيس أو «أواريس». وقد ذكر المؤرخ يوسيفوس العبراني أن الملوك الرعاة يهود ، جاءوا إلى الشام واستولوا على الوجه البحري الاستيلاء التام، وهو قول متشينع في نسبة الأقدمية لقومه. وقال شامبوليون الفرنساوي: إنهم من سكان آسيا الشمالية، من أبناء السيتيين، مستدلا بما رآه مرسوما على الآثار المصرية، من كونهم ذوي بشرة بيضاء وعيون زرق وشعر أشقر أو أحمر، والصحيح ما قاله مانيتون المصري من أنهم فينيقيون وعرب لا غير.
وقد قدم يوسف عليه السلام في عهد فرعون «آبوفيس» أحد الملوك الرعاة إلى مصر، وترقى إلى منصب الوزارة، وأقطع إخوته أرض جاشان، التي تعرف برعمسيس أيضا، وفي خطاب بعث به المغفور له مارييت باشا الفرنساوي إلى الكونت روجيه العالم بعلم الآثار المصرية، ما يدل على أن استيلاء الملوك الرعاة على مصر لم يمح آثارها، ويطفئ - كما زعم مانيتون المصري - أنوارها، بل انتهى الأمر بهم إلى أن أقبلوا على التمدن المصري كل الإقبال، وأعانوا على توسيع نطاقه لكونه أمرا ذا بال، والدليل على ذلك ما وجد في أطلال مدينة أواريس من إتقان الصناعة، الذي يثبت للملوك الرعاة السبق في ميادين البراعة، هذا فضلا عن كون فرعون يوسف الآنف الذكر اتخذ اللسان الهيروجليفي اللغة الرسمية، وآثر أداء العبادة للآلهة المصرية، مشركا معها إلها آخر يقال له «سوتيكا»، مع حرصه في ذلك كله على عدم الإخلال بشعائر المصريين الدينية، حتى إنه صور الإله المذكور بصورة تماثل صور آلهتهم.
ولم يزل الرعاة حكاما على مصر حتى انقرضت العائلة السادسة عشر وأعقبتها السابعة عشرة، وفي عهدها قام المصريون على ساق وقدم، وتمشى دم النخوة في مفاصلهم كتمشي البرء في السقم، وانتدب مؤسسها المسمى فرعون آموزيس، وحارب الملوك الرعاة وظفر بهم، واستولى بطريق العنوة على قاعدة ملكهم، ثم اضطروا لأن يفروا إلى ما وراء برزخ السويس، ويهاجروا إلى قارة آسيا، غير أنه رخص لبقية منهم في المقام بمصر مستأمنين، وأقطعهم بعض أراض يفلحونها (قال مارييت باشا)، وقد صارت تلك البقية طائفة مخصوصة في شرقي الأقاليم البحرية، كما كانت طائفة بني إسرائيل في ذلك العصر، والفرق بينهما أن بقية الملوك الرعاة لم تكن لها حادثة هجرة وطنية كالتي أثرت في التوراة عن بني إسرائيل، بل هي مقيمة إلى الآن على شواطئ بحيرة المنزلة، وتمتاز بقوة البنية وعبوسة الوجه.
ومن هذا الفصل يؤخذ بأن التي راودت فتاها عن نفسه لم تكن مصرية الحسب، بل هي من الملوك الرعاة غريبة المحتد والنسب.
تفسير ألفاظ ما تضمنته هذه المقامات الأدبية من كلمات لغوية، مع مراعاة الحروف
الأصول وضبطها على ترتيب حروف المعجم ضمن أبواب وفصول
(1) باب الألف المهموزة
برأ:
Halaman tidak diketahui