Tajuk Kejayaan dalam Kisah Yusuf yang Setia
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
Genre-genre
والليالي من الزمان حبالى
مثقلات تلدن كل عجيبة
ولقد رفعني في النشأة الأولى مكانا عليا، ثم تولى عني فأصبحت من بعده مهجورا شقيا، تحدق بي المصائب من كل جانب، وتعبث بحقوقي أيدي الأقارب والأجانب، فطفقت أعلل النفس بعودة النائي إلى سكنه، ورجوع الغريب إلى وطنه، حتى أظفرته يد الأقدار بهذه المنية، وأنالته قوة الاقتدار الفوز بهذه البغية، وعاد متلقيا راية التمدن بيمينه وشماله، منفقا من سعته على الوطن إبريز نواله، فعدت بيمنه إلى خطة العز بعد الخمول، وأبصرت في سماء المعالي شموس المعارف بعد الأفول، ولئن كنت أختال اليوم في برد الشباب، وأسحب مطارف الفخار على الأتراب، فله المنة التي لا تحيط بإيرادها دائرة الكلام، ولا تنفد ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام.
ولا فضل لي فيما أقول وإنما
أياديه عندي ألسن تتكلم
قال المخبر بهذه الحكاية: فأمعنا النظر في المقالتين إمعان أولي الفطن، وأدركنا أن الشيخ هو التمدن وفتاه هو الوطن، ثم أستأذن الشيخ في الانصراف من أرباب النادي، واحتفز للرحلة وهو يترنم بمدحنا ترنم الشادي، بعد أن دعانا لمشاهدة ما رواه بلسان الحديث، ورآه أثناء اجتيابه البروج من القديم إلى الحديث، فتعلقنا بأهدافه وسرت في أفهامنا حميا آدابه، وما برحنا نجد السير مع ذلك الأمين، حتى هتف بنا داعي الشوق
ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ، فرأينا بها ما شاء العزيز من مدارس جامعة، جرت فيها جداول العلوم والفنون، وتغنت بمغنى روضتها الغناء حمائم الآداب على الغصون، ومن مجالس تحرت العدل فحررت الأحكام، وراعت حرمة القوانين مع الضبط والإحكام، ومن جرائد أفعمت من الفوائد بغرائد، وعاد عائد موصولها على الصادر والوارد، ومن أماكن معدة لتهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، وإبداء عرائس الآداب مكتسية من صورة التمثيل أفخر جلباب، ومن سكك حديدية تطير آلاتها على أجنحة البخار، وأسلاك برقية سخرتها ملكة الاختراع لنقل رسائل الأخبار، ومن شوارع لا تذر فيها الأشجار شمسا ولا زمهريرا، تجري بها عيون يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا، ومن رياض ائتلفت فيها صحبة الأزهار، وصارت كأنها جنات تجري من تحتها الأنهار، ومن مصابيح دبت أرواحها في مجاريها دبيب السيل، ونسخت مشكاتها من صحيفة الجو آية الليل، وناهيك بدار التحف التي تأخذ بالأبصار، وتحار في وصفها دقائق الأفكار، وأما النظارات الكبرى التي هي مركز دائرة الأعمال، وقبلة الأماني والآمال، فقد رأينا بها ما ملأ الجوانح انشراحا، وملك الجوارح طربا وارتياحا، من الانتظام الذي بلغ الغاية والنهاية، وطاب لأرباب الأقلام في وصفه مقام الرواية.
رأينا بها ما يملأ العين قرة
ويسلي عن الأوطان كل غريب
ثم سألناه عمن اشتغل بمدح خلاله من الأطناب، وافتتح لشرح حاله باب الإعراب، فقال: أوما رأيتموه مستويا على عرش المدارس، يقتبس من فوائده كل لبيب ممارس. فقلنا: الظاهر أن العلم هو المقصود بذلك الصاحب المعهود. فقال: إي وربي إياه أقصد، وبنار هداه أأتم وأسترشد، فشكرا لمن تمكن بواسطته من مصر تمكنا أمكن، وأجاد فيما آتاه من فنون الإبداع وأتقن، ثم انتقل من مقام الثناء، وأقبل على أداء فريضة الدعاء، فأمنا عليه بلسان الخلاص، وعقدنا على حب الجناب العالي شرائط الاختصاص.
Halaman tidak diketahui