
نفسها يوما باقتناص واحد فتجعلهآ قوت ذلك اليوم وتستريح فيه من الذهاب، ثم أقلعت عن هذا المزم لحرمة الجوار، ثم عاودها الشرة ثانيا مع ما تجد من القوة والعظم، وأكد ذلك ضعف الغزال واستسلامها لأمر اللبوة، فأخذث ظييا منهم ومضت، قلما علمب الغزال داخلها الحزن والقلق، ولم تقدر على اظهار ذلك، وشكت لجارها القرد فقال لها: هؤني عليك، فلعلها تقلع عن هذا، ونحن لا نستطيع مكاشفتها، ولعلي أن أذثرها عاقبة المدوان وحرمة الجيران.
فلما كان الغد، أخذت ظبيا ثانيا، فلقيها القرد فى طريقها، فسلم عليها وحياها، وقال لها : إني لا آمن عليي عاقبة البغي وإساءة الجوار، فقالث له : وهل اقتناصى لأولاه الغزالي إلا كاقتناصى من أطرافي الجبال، وما أنا تاركة فوتي وقد ساقه القدر إلى باب بيتي .
فقال لها القرد: مكذا اغتر الفيل بيظم جئته، ووفور قوته، فبحت عن حتفه بظلفه، وأوبقه البغى رغم أنفه، فقالي اللبوة: كيف كان ذلك؟
قال القرد: ذكروا أن قتبرة(1) كان لها عش، فباضت وفرخث فيه، وكان في نواحى تلك الأرض فيل، وكان له16 مشرب يتردد إليه، وكان يمر في بعض الأيام على عشر القنبرة، ففى ذات يوم أراد3 مشربه، فعمد إلى ذلك العشن ووطئه وهشم ركنه، وأتلف بيضها وأهلك فراخها، فلما نظرت القنبرة إلى ما حل بعشها ساءها ذلك، وعلمث أنه من الفيل، فطارت حتى وقعث على رأسه باكية وقالت له : أيها الملك، ما الذي حملك على أن وطئت عشي، وهشمت بيضى، وقتلت أفراخي، وأنا (4) في جوارك؟ أفعلت ذلك
Halaman 169