
قيل تعذر المتاب، فالليلة حبلى وكأنك بها وقد وثدي العجائب، ومن لم يتفگر بالعواقب ما له في الدهر صاحب، وعما قريب يظهر الأمر، وينكسر الظهر، ويخون الدهر110، وينقد الصبر، ويندم الرجل حيث لا ينفعهآ الندم، ويعمى البصر من الكرب وزلة القدم، فانفع نفسك وأنقذها من المهالك، لأنك اليوم لذلك مالك، وعند هجوم الحوادث ما يمكنك ذلك، فلعلك تعتبر وتتفگر، وترجع إلى نفسك وتتدبر، فباعد نفسك، من الضرر.
وتأمل إشاراب فيها عبرة لمن اعتبر، فلعلك تنجو من الخطر، وإذا كان لا ينفع حذر من قدر، إذا نزل القضاء عمي البصر، فاكتفي بما أنعم الله به عليك، واقنع بما وصل من النعم إليك، القناعة كنز لا يفنى، والحرص كم أثبت من الذل غصنا، ولا تطلب الزيادة بالمال؛ لأنه كالماء الذي في بيي واحل سدت مساربه، وإذ لم يجد له منفذا يخرخ منه غرق به صاحبه.
أما تعلم أن الدنيا قليلة الوفاء، سريعةآ الانقلاب والجفاء، حلالآها حساب، وحرامآها عقاب، لا تخلو أبدا من الأكدار، ولا تحصل إلا بالمتاعب والأخطار، والعاقل من قد رفضها وأقبل على صالح أعماله، ولا يغتر بمنصبه ولا بماله.
النعم وإن كانت زائرة، لكنها لا محالة زائلة، والسرور بالنعم إذا أقبلث، يعقبه المزن عليها إذا أدبرت، وعلى قدر السرور تكون الأحزان، والعاقل من راقب حوادث الزمان، ومن بلغ غاية ما يحب وقع في غاية ما يكره، فدارك نفسك قبل أن تموت، واغتنم عمركك قبل أن يفوت، فما كل حين يدر المرء ما يتمناه، ولا كل نجم يسرك مسراه.
وكم خدعي الدتيا أمراء3 قبلك، وكم غرت عزيزأ مثلك، اعجل بالخلاص منها وأنت محمود، فقلما يفوث أمر ويعود، ولا تستيعد من الدنيا غدرها، ولا تأمن لمكرها والعقدة التي تحلها بيدا خير من التى يحلها لك
Halaman 165