ويكنى ابا الحسن وابا تراب وكانت أحب كنيته اليه لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كناه بها، وسبب (1) ذلك
أنه ((صلى الله عليه وآله وسلم)) دخل على ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقال لها:
أين ابن عمك؟ فقالت: رأيته غضبانا وخرج.
فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى المسجد يطلبه فوجده نائما قد الصقت الحصى بجبينه فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينفض الحصى عنه ويقول: قم أبا تراب قم أبا تراب.
رباه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجمع الله له أسباب الخير في ذلك، وذلك
أن قريشا أجدبت ذات سنة وكان أبو طالب فقيرا لا مال له فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للعباس عمه: ألا نذهب الى أبي طالب لنخفف عنه بعض عياله فقال: نعم. فذهبا اليه فقالا: جئنا لنخفف عنك فقال: اذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما وكان يحب عقيلا حبا شديدا فأخذ العباس جعفرا وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) فلم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه ولم يزل علي (عليه السلام) عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى هاجر.
وقد روى كثير من ائمة الحديث أنه لا خلاف في أن أول من أسلم علي بن ابي طالب (عليه السلام) وانما الخلاف في سنه يوم أسلم؛ وفضائله أشهر من أن تحصى وقد أفرد فيها المصنفات؛ ومضى شهيدا ضربه عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله) سحر ليلة التاسع عشر من رمضان سنة أربعين، وتوفي ليلة الحادي والعشرين منه وشرح ذلك مذكور في المطولات (2).
Halaman 56