131

Cumdat Talib

عمدة الطالب- ابن عنبة

Genre-genre

يحيى وجاء به الى الرشيد، فيقال: إنه صار الى الديلم مستجيرا فابتاعه صاحب الديلم من الفضل بن يحيى بثمانية آلاف درهم ومضى يحيى الى المدينة فأقام بها الى أن سعى به عبد الله بن مصعب (1) بن ثابت بن عبد الله بن الزبير الى الرشيد، فقال له: إن يحيى بن عبد الله أراداني على البيعة له. فجمع الرشيد بينهما بعد أن استقدم يحيى من المدينة فلما اجتمعا قال الزبيري ليحيى: سعيتم علينا وأردتم نقض دولتنا. فالتفت اليه يحيى وقال: من أنتم؟ فغلب الرشيد الضحك حتى رفع رأسه الى السقف لئلا يظهر منه، ثم قال يحيى: يا أمير المؤمنين أترى هذا المشنع علي؟ خرج والله مع أخي محمد بن عبد الله جدك المنصور وهو القائل من أبياته:

قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا

إن الخلافة فيكم يا بني حسن

وليس سعايته يا أمير المؤمنين حبا لك ولا مراعاة لدولتك، ولكن والله بغضا لنا جميعا أهل البيت، ولو وجد من ينتصر به علينا جميعا لفعل وقال باطلا وأنا مستحلفه فان حلف إني قلت ذلك فدمي لأمير المؤمنين حلال فقال الرشيد: إحلف يا عبد الله. فلما أراده يحيى على اليمين تلكأ وامتنع فقال له الفضل: لم تمتنع وقد زعمت آنفا أنه قال ذلك؟ قال عبد الله:

فاني أحلف له. فقال له يحيى قل: «تقلدت الحول والقوة دون حول الله وقوته الى حولي وقوتي إن لم يكن ما حكيته عنك صحيحا حقا». فحلف له

فقال يحيى: الله أكبر حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي بن ابي طالب (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: ما حلف أحد بهذه اليمين كاذبا إلا عجل الله له العقوبة بعد ثلاث.

والله ما كذبت وها أنا يا أمير المؤمنين بين يديك فتقدم بالتوكيل بي؛ فان مضت ثلاثة أيام ولم يحدث على عبد الله بن مصعب حدث فدمي لأمير المؤمنين حلال، فقال الرشيد للفضل: خذ بيد يحيى فليكن عندك حتى أنظر في أمره. قال الفضل: فو الله ما صليت العصر من ذلك اليوم حتى سمعت الصائح من دار عبد الله بن مصعب فأمرت من يتعرف خبره فعرفت انه قد أصابه الجذام، وانه قد تورم واسود. فصرت اليه فما كدت أعرفه لأنه صار كالزق العظيم، ثم اسود حتى صار كالفحم؛

Halaman 137