87

Cuddat Sabirin

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

Penyiasat

إسماعيل بن غازي مرحبا

Penerbit

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Nombor Edisi

الرابعة

Tahun Penerbitan

1440 AH

Lokasi Penerbit

الرياض وبيروت

Genre-genre

Tasawuf
الثانية: أن يصير الشيطان من جنده، وهذه حال الفاجر القوي المتسلط والمبتدع الداعية المتبوع، كما قال القائل: وكنتُ امرأً من جندِ إبليسَ فارتقى ... بي الحالُ حتى صارَ إبليسُ من جندي (^١) فيصير إبليس وجنودُه من أعوانه وأتباعه، وهؤلاء هم الذين غَلبت عليهم شقوتُهم، فاشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، وإنما صاروا إلى هذه الحال لما أفلسوا من الصبر. وهذه الحالة بين جَهد البلاء (^٢) ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء. وجندُ أصحابها: المكر، والخداع، والأماني الباطلة، والغرور، والتسويف بالعمل، وطولُ الأمل، وإيثار العاجل على الآجل، وهي التي قال في صاحبها النبي ﷺ: "العاجز من أتبع نفسَه هواها، وتمنى على اللَّه الأماني" (^٣).

(^١) انظر هذا البيت في: "التذكرة الحمدونية" (٩/ ٤٢٩)، و"ثمار القلوب" للثعالبي ص: ٦٤، و"ربيع الأبرار" للزمخشري (١/ ٣٢٥). وهو غير منسوب لأحد. [البيت من قصيدة للخبزأرزي في ديوانه المنشور في مجلة المجمع العراقي] (ص). (^٢) في (ن): "وهذه الحالة هي حالة بين جهد البلاء"، وفي (م): "وهذه الحالة هي حالة جهد البلاء". (^٣) أخرجه الترمذي في "جامعه" رقم (٢٤٥٩) وقال: "حديث حسن"، وابن ماجه في "سننه" (٤٢٦٠)، بلفظ: ". . . وتمنى على اللَّه" فقط بدون كلمة "الأماني". ومثله الديلمي في "الفردوس" (٣/ ٣١٠) وذكره بلفظ الترمذي السيوطي في "الجامع الصغير" (٥/ ٦٧) مع الفيض.

1 / 40