203

Cuddat Sabirin

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

Editor

إسماعيل بن غازي مرحبا

Penerbit

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Edisi

الرابعة

Tahun Penerbitan

1440 AH

Lokasi Penerbit

الرياض وبيروت

Wilayah-wilayah
Syria
Empayar
Mamluk
حِطَّةٌ" (^١). فالطاعات تَرفع الدرجات، والمصائب تحُطُّ السيئات. ولهذا قال ﷺ: "من يُرد اللَّه به خيرًا يُصِب منه" (^٢). وقال: "من يُرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين" (^٣). فهذا يرفعه، وهذا يحطُّ خطاياه.
وقال يزيد بن ميسرة: "إن العبد ليمرض المرض وما له عند اللَّه من عمل خير، فيذكِّره اللَّه سبحانه بعض ما سلف من خطاياه، فيخرج من عينَيْه مثل رأس الذباب من الدموع (^٤) من خشية اللَّه، فيَبعثُه اللَّه إن بعثه مطهرًا، أو يَقْبِضُه إن قبضه مطهرًا" (^٥).
ولا يَرِدُ على هذا حديث أبي موسى الأشعري في ثواب من قبض اللَّه ولده وثمرة فؤاده بأن يبني له بيتًا في الجنة، ويسميه بيت الحمد (^٦)، لأنه إنما نال ذلك البيتَ بحمده للَّه واسترجاعه وذلك عمل اختياري، ولذلك سُمي بيت الحمد.
وقال زياد بن زياد مولى ابن عياش عن بعض أصحاب النبي ﷺ قال: دخلنا على النبي ﷺ وهو موعوك، -أي: محموم- فقلنا: أح

(^١) رواه أحمد في "مسنده" (١/ ١٩٥، ١٩٦)، والحاكم في "المستدرك" (٣/ ٢٦٥) عن أبي عبيدة مرفوعًا: "من ابتلاه اللَّه ببلاء في جسده، فهو له حطة".
(^٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٥٦٤٥)، من حديث أبي هريرة ﵁.
(^٣) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٣١١٦)، ومسلم في "صحيحه" رقم (١٠٣٧)، من حديث معاوية ﵁.
(^٤) "من الدموع" ليست في (م). وفي (ن) و(ب): "من الدمع".
(^٥) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "المرض والكفارات" رقم (١٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (٥/ ٢٤٠).
(^٦) سبق تخريجه.

1 / 156