129

Cuddat Sabirin

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

Editor

إسماعيل بن غازي مرحبا

Penerbit

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Edisi

الرابعة

Tahun Penerbitan

1440 AH

Lokasi Penerbit

الرياض وبيروت

Wilayah-wilayah
Syria
Empayar
Mamluk
ويدل قولُه: ﴿وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [النحل: ١٢٧] على أنه من لم يكن اللَّه معه لم يمكنه الصبر، وكيف يصبر على الحكم الأمريِّ امتثالًا وتنفيذًا وتبليغًا، وعلى الحكم القدري احتمالًا له واضطلاعًا به من لم يكن اللَّه معه؟!
فلا يطمع في درجة الصبر المحمودة عواقبه من لم يكن صبره باللَّه، كما لا يطمع في درجة المُقرّب (^١) المحبوب من لم يكن سمعُه وبصره وبطشه ومشيه باللَّه.
وهذا هو المراد من قوله: "كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يَبطش بها، ورجله التي يمشي بها" (^٢) ليس المراد به: أني كنت نفس هذه الأعضاء والقوى، كما يظنه أعداءُ اللَّه أهلُ الوحدة، وأن ذات العبد هي ذاتُ الربّ، تعالى (^٣) عن قول إخوان النصارى علوَّا كبيرًا.

= تعالى إلى بعض أنبيائه: بعيني. . . ".
وفي (٩/ ٢٥٥) رواه عن أبي سليمان الداراني يقول: قرأت في بعض الكتب: يقول اللَّه ﷿: "بعيني. . . " فذكره.
وفي (١٠/ ٨٠) ذكره عن بعض العلماء قال: "أوحى اللَّه تعالى إلى نبي من الأنبياء. . . " فذكره.
وذكره ابن أبي الدنيا في "حسن الظن باللَّه" برقم (٩٠)، فقال: "بلغني أن اللَّه ﷿ أوحى إلى بعض أنبيائه. . . " فذكره
(^١) في النسخ الثلاث الأخرى: "المقترب".
(^٢) تقدمت الإشارة إلى هذا الحديث عند البخاري في الصفحة السابقة هامش (١).
(^٣) في النسخ الأخرى: "تعالى اللَّه".

1 / 82