Cudda Fi Sharh Cumda

Ibn Cattar d. 724 AH
108

Cudda Fi Sharh Cumda

العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار

Penerbit

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

الصحابة موتًا، بل آخرهم موتًا أبو الطُّفيل عامرُ بن واثلة؛ فإنه مات سنةَ مئة، وقال مُوَرِّقٌ العجلي لما مات أنسٌ: ذهبَ اليومَ نصفُ العلم (١). أما ألفاظُه: فالخلاء -بفتح الخاء المعجمة والمدِّ-: موضعُ قضاء الحاجة، وكذلك الكَنيفُ، والمِرْحاض، وأصلُه المكانُ الخالي، ثمَّ كثر استعماله حتى يُجُوز به غير ذلك. وقوله: "إذا دخلَ" معناه: إذا أراد الدُّخول كما في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ﴾ [النحل: ٩٨]، وقد ثبت هذا المعنى تصريحًا في رواية البخاري قال: كانَ إذا أرادَ أن يدخلَ. وأما الخبث، فهو بضم الخاء والباء وإسكانها، لكنِ الأكثرونَ على الضم، والإسكانُ جائزٌ كما في نظائره، ونقل القاضي عياضٌ أن الأكثرين على الإسكانِ، وقال الخطابي: الإسكانُ غلطٌ، وكلا القولين خلافُ الصواب، بل الوجهان جائزان كما ذكرنا، وجوازُ الإسكان على سبيل التخفيف قياسًا؛ كما يقال: كُتب ورُسل، وعُنق، وأُذن غير ممنوع، لا خلافَ فيه عند أئمة العربية، وهو باب معروف عند أئمةِ التصريفِ، وهو أن فُعُلًا -بضم الفاء والعين- تخَفَّفُ عينُه قياسًا، فلعل الخطابيَّ أنكرَ أن الأصلَ الإسكان فيه، لكن عبارتَه موهمة، وممَن صرح بأن الباء ساكنةٌ هنا إمامُ هذا الفنِّ والعمدةُ فيه أبو عبيد القاسم بنُ سَلام، والخُبثُ -بالضم- جمعُ الخبيثٍ، والخبائث جمعُ الخبيثة، يريد ذُكْرانَ الشَّياطين

(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٧/ ١٧)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٤)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٩/ ٣٣٢)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (١/ ٧١٠)، و"المنتظم" له أيضًا (٦/ ٣٠٣)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (١/ ٢٩٤)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (١/ ١٠٩)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ١٣٦)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٣/ ٣٥٣)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ٣٩٥)، و"تذكرة الحفاظ له أيضًا (١/ ٤٤)، و"العبر" له أيضًا (١/ ١٠٧)، و"البداية والنهاية" لابن كثير (٥/ ٣٣١)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (١/ ١٢٦)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (١/ ٣٢٩).

1 / 112