الحديث السّادس
[١٦]: عن عبد الله بن عباس ﵄ قال: مر رسول الله ﷺ بقبرين فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" فأخذ جريدة رطبة، فقسمها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا" (١).
الإعراب:
قوله: "بقبرين": يتعلق بـ "مرَّ"، و"مَرَّ" وما بعده معمُول للفعل.
وجملة "ﷺ" لا محلّ لها من الإعراب.
وقوله: "فقال": معطوفٌ على "مر"، أو على محذوف؛ أي: "فوقف، فقال: إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير".
قوله: "إنهما": الضّمير يعود على: "صاحبي القبرين" عند إشارته إليهما ووقوفه عليهما. وكُسرت "إنّ"؛ لأنها في ابتداء الكلام، وإن قَدَّرت قَسَمًا أعربتها جَوابًا له.
قوله: "في كبير": يتعلق بـ "يُعَذَّبَانِ" الثاني، و"يُعذبان" المنفي والمثبت مبنيان لما لم يُسَمَّ فاعله، وعلامة الرفع فيهما "النون"؛ لأنّه اتصل بها ضمير [تثنية] (٢).
و"اللام" في "ليعذبان" الداخلة في خبر "إنّ" -وهي "لام" الابتداء- تأخّرت، وحقّها أن تتقدّم على "إنّ"؛ لأنه لا يجتمع حرفا معنى لمعنىً واحد إلا بفاصل، ولما كانت "إنّ" للتأكيد و"اللام" للتأكيد قُدّمت "إن"؛ لأنها عاملة، وأخّرت "اللام"؛ لأنها غير عاملة (٣).
(١) رواه البخاري (٢١٦) في الوضوء، ومسلم (٢٩٢) في الإيمان.
(٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٣) انظر: اللباب في علل البناء والإعراب (١/ ٢١٦)، وخزانة الأدب (٨/ ٣١).