136

Cudda Fi Icrab Cumda

العدة في إعراب العمدة

Penyiasat

مكتب الهدي لتحقيق التراث (أبو عبد الرحمن عادل بن سعد)

Penerbit

دار الإمام البخاري

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

(بدون تاريخ)

Lokasi Penerbit

الدوحة

Genre-genre

ثم حذفت "لام" الأمر، وبقيت "لا" لتدل على النفي (١).
وعلامة الجزم في الفعل حذفُ "النون"؛ لأنه اتصل به ضمير جماعة المذكرين.
وقوله: "بغائط أو بول": حرفُ الجر يتعلّق بالفعل. ويحتمل أن يتعلق بحال من ضمير الفاعل، أي: "متلبسين بغائط".
وأعاد "لا" في المعطوف تأكيدًا للنفي الأوّل.
وتجب "لا" هنا كراهة أن يتوهم أنّ النهي عن استقبال القبلة لمجموع الغائط والبول معًا؛ لأنّ "الواو" تقتضي الجمع، ومع تكرار "لا" ينتفي ذلك الوَهم؛ لأن التقدير: "ولا تستقبلوها ببول"، وحذفت "الباء" من المعطوف لدلالة الأولى عليها.
قوله: "ولا تستدبروها": أي "بغائط ولا ببول"، وهذا من جوامع الكلم الذي أوتيه النبي ﷺ.
ثم قال: "ولكن شرقوا": الصّحيح أنّ "لكن" بسيطة، وقيل: مركبة من "لا" النافية وكاف الخطاب و"أن" التوكيدية، وحذفت الهمزة تخفيفًا، وخففت "النون" لمعنى العطف أو الابتداء (٢).
واعلم أنّ "لكن" المخفّفة حرف استدراك، وتكون عاطفة لا عمَل لها، خلافًا ليونس والأخفش (٣).
وإنما تعطف بشروط: إفراد معطوفها، وأن تسبق بنهي أو نفي، وألا تقترن بـ "الواو"، [نحو] (٤): "ما مررت برجل صالح، لكن طالح"، ونحو: "لا يقم زيد،

(١) انظر: شرح التصريح (٢/ ٣٩٥)، والجنى الداني (ص ٦١٧)، وشرح التسهيل (٤/ ٥٨)، وشرح المفصل (٣/ ٤٦)، وشرح الأشموني (١/ ٤٥).
(٢) انظر: شرح المفصل (٥/ ٢٩)، والجنى الداني (ص ٦١٧).
(٣) انظر: مغني اللبيب (ص ٣٨٦)، والجنى الداني (ص ٦٢٠).
(٤) بالنسخ: "ونحو".

1 / 139