59

Cubudiyya

العبودية

Penyiasat

محمد زهير الشاويش

Penerbit

المكتب الإسلامي

Nombor Edisi

الطبعة السابعة المجددة ١٤٢٦هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠٥م

Lokasi Penerbit

بيروت

وقبور الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ أَو من الْمَلَائِكَة والأنبياء الَّذين يتخذهم أَرْبَابًا أَو غير ذَلِك مِمَّا عبد من دون الله.
وَإِذا كَانَ عبدا لغير الله يكون مُشْركًا وكل مستكبر فَهُوَ مُشْرك وَلِهَذَا كَانَ فِرْعَوْن من أعظم الْخلق استكبارا عَن عبَادَة الله وَكَانَ مُشْركًا قَالَ تَعَالَى [٢٣-٣٥ غَافِر]: ﴿وَلَقَد أرسلنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وسلطان مُبين * إِلَى فِرْعَوْن وهامان وَقَارُون فَقَالُوا سَاحر كَذَّاب﴾ إِلَى قَوْله: ﴿وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عذت بربي وربكم من كل متكبر لَا يُؤمن بِيَوْم الْحساب﴾ إِلَى قَوْله: ﴿كَذَلِك يطبع الله على كل قلب متكبر جَبَّار﴾ . وَقَالَ تَعَالَى [٣٩ العنكبوت]: ﴿وَقَارُون وَفرْعَوْن وهامان وَلَقَد جَاءَهُم مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فاستكبروا فِي الأَرْض وَمَا كَانُوا سابقين﴾ . وَقَالَ تَعَالَى [٤ الْقَصَص]: ﴿إِن فِرْعَوْن علا فِي الأَرْض وَجعل أَهلهَا شيعًا يستضعف طَائِفَة مِنْهُم يذبح أَبْنَاءَهُم ويستحيي نِسَاءَهُمْ﴾ . وَقَالَ [١٤ النَّمْل]: ﴿وجحدوا بهَا واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فَانْظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَة المفسدين﴾ . وَمثل هَذَا فِي الْقُرْآن كثير.
وَقد وصف فِرْعَوْن بالشرك فِي قَوْله [١٢٧ الْأَعْرَاف]: ﴿وَقَالَ الْمَلأ من قوم فِرْعَوْن أتذر مُوسَى وَقَومه ليفسدوا فِي الأَرْض ويذرك وآلهتك﴾ بل الاستقراء يدل على أَنه كلما كَانَ الرجل أعظم استكبارا عَن عبَادَة الله كَانَ أعظم إشراكا بِاللَّه لِأَنَّهُ كلما استكبر عَن عبَادَة الله ازْدَادَ فقرا وحاجة إِلَى المُرَاد المحبوب

1 / 101