Critiquing the Foundations of the Rationalists
نقض أصول العقلانيين
Penerbit
دار علوم السنة
Genre-genre
وقال أرسطاطاليس (١) في كتاب «الثالوجيا» شبه الرمز: إني ربما خلوت بنفسي وخلعت بدني، وصرت كأني جوهر مجرد بلا بدن فأكون داخلًا في ذاتي، خارجًا عن جميع الأشياء، فأرى في ذاتي من الحسن والبهاء ما أبقى له متعجبًا باهتًا، فأعلم أني جزء من أجزاء العالم الأعلى الفاضل الشريف.
وقال فيثاغورس (٢) في الوصية الذهبية: إذا فعلت ما قلت لك يا
ديوجانس (٣) وفارقت هذا البدن حتى تصير نحلا في الجوّ، فتكون حينئذٍ سائحًا غير عائد إلى الإنسانية ولا قابل للموت.
... وقال المسيح ﵇ للحواريين في وصية له: إذا فارقت هذا الهيكل فأنا واقف في الهواء عن يمنة عرش ربي، وأنا معكم حيثما ذهبتم فلا تخالفوني حتى تكونوا معي في ملكوت السماء غدًا.
... وقال رسول الله ﷺ لأصحابه في خطبة له طويلة: «أنا واقف لكم على الصراط وإنكم ستردون على الحوض غدًا فأقربكم مني منزلًا يوم القيامة من خرج من الدنيا على هيئة ما تركته، ألا لا تغيروا بعدي، ألا لا تبدلوا بعدي» .
_________
(١) أي أرسطو.
(٢) فيثاغورس ولد في ساموس، وعاش بين سنة ٥٧٢-٤٩٧ قبل الميلاد وهو فيلسوف يوناني ذاع صيته لمعلوماته العلمية والرياضية، حيث كان رياضيًا بارعًا ولقد برهن على أن قوة الأصوات تابعة لطول الموجات الصوتية، انظر: الوجود الإلهي بين انتصار العقل وتهافت المادة لسانتلانا ص٢٨، تاريخ الفلسفة اليونانية يوسف كرم ص٢٠-٢١، إخبار العلماء بأخبار الحكماء ص١٧٠.
(٣) ديوجانس فيلسوف يوناني عاش فيما بين ٤١٣-٣٢٧ قبل الميلاد وهو من أنصار المدرسة الكلبية، يرى أن الرياضة البدنية والنفسية وسيلة الخلاص وسبب الفلاح من رق الأهواء، وكان يحتقر العرف ويرى أن الفرد غير مربوط بجماعة على عكس أفلاطون وأرسطو اللذين كانا يجعلان المدينة شرط الفضيلة، أنظر تاريخ الفلسفة اليونانية ص ٢١٢-٢١٣.
1 / 32