نقد الصحابة والتابعين للتفسير
نقد الصحابة والتابعين للتفسير
Genre-genre
الله كذا وكذا؟ (١).
وقد ذكر العلماء صورًا للاختلاف المنهي عنه في القرآن، ومنها:
الاختلاف في تفسير أمور قطعية لا يسوغ الاجتهاد فيها، أو يكون الاختلاف مؤديًا إلى الوقوع في شبهة أو شك أو فتنة ونحو ذلك، أو يكون مؤديًا إلى التكذيب بالقرآن، وضرب بعضه ببعض كما أشار إليه الحديث.
أما الاختلاف في الفروع واستنباط الأحكام فليس واردًا هنا، وهو موجود بين المسلمين من عهد الصحابة إلى وقتنا (٢).
وفي الحديث الثاني إشارة إلى منشأ الاختلاف المنهي عنه وهو الجهل، وذلك في قوله ﷺ: «وما جهلتم فكلوه إلى عالمه»، فعدم إدراك المعنى الصحيح للآيات المقترن بالهوى والتعصب يؤدي بصاحبه - حتمًا - إلى مشاقة غيره، والاختلاف معه.
كما جاء في الحديثين الإشارة إلى أثرين سيئين يؤدي إليهما الاختلاف في القرآن الكريم:
الأول: كونه سببًا في هلاك الأمم السابقة وخروجها عن جادة الحق.
الثاني: التكذيب بالقرآن الكريم ورده، ذلك أن من يعتقد رأيًا، ويستدل
_________
(١) المسند (٢/ ١٩٥ - ١٩٦).
(٢) انظر شرح النووي على صحيح مسلم (١٦/ ٢١٨ - ٢١٩).
1 / 44