76

Corrections of Al-Samin Al-Halabi on Ibn Atiyah

استدراكات السمين الحلبي على ابن عطية

Genre-genre

أي لَمّا كنتم بهذه الحال، رؤساء الناس وأماثلهم، أخذ عليكم الميثاق، إذ على القادة يؤخذ، فيجيء هذا المعنى كالمعنى في قراءة حمزة (^١).
وذهب ابن جنِّي في (لماَّ) في هذه الآية إلى أن أصلها (لمن ما) (^٢)، وزيدت (مِن) (^٣) في الواجب على مذهب الأخفش (^٤)، ثم أدغمت كما يجب في مثل هذا، فجاء (لمما)، فثقل اجتماع ثلاث ميمات فحذفت الميم الأولى فبقي (لماَّ) ". اهـ (^٥)
وقال السمين الحلبي: "وأمَّا قراءةُ سعيد (^٦) والحسن (^٧) ففيها أوجه، أحدها: أَنَّ (لَمَّا) هنا ظرفيةٌ بمعنى حين فتكونُ ظرفية، ثم القائلُ بظرفيتها اختلف تقديرُه في جوابها، فذهب الزمخشري إلى أن الجوابَ مقدرٌ من جنس جواب القسم فقال: " (لَمَّا) بالتشديد بمعنى

(^١) حَمْزَةُ بنُ حَبِيب التَّيْمِيُّ الكُوْفِيُّ، الزَّيَّاتُ، أبو عُمَارَة، الإمامُ، القدوة، أحد القراء السبعة، وانعقد الإجماع على تلقي قراءته بالقبول، توفي سنة ١٥٦ وقيل ١٥٨ هـ. ينظر: ميزان الاعتدال، للذهبي (١: ٦٠٥)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (١: ٢٦١)، تهذيب التهذيب، لابن حجر (٣: ٢٧).
(^٢) ينظر: المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (١: ١٦٤).
(^٣) ينظر: معاني القرآن، للأخفش (١: ١٠٥).
(^٤) سعيد بن مَسْعَدَةَ الْمُجَاشِعِي مولاهم، البَلْخِيُّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ، أبو الحسن، المعروف بالأَخْفَش الأوسط، إمام النحو، عالم باللغة والأدب، وهو أحذق أصحاب سيبويه، من تصانيفه: (معاني القرآن) و(القوافي)، توفي سنة ٢١٥ هـ. ينظر: أخبار النحويين البصريين، للسيرافي (ص: ٤٠)، تاريخ العلماء النحويين، للتنوخي (ص: ٨٥)، طبقات المفسرين، للداوودي (١: ١٩١).
(^٥) المحرر الوجيز (١: ٤٦٥).
(^٦) سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرِ بنِ هِشَامٍ الوَالِبِيُّ الأَسَدِيُّ مولاهم، الكوفيّ، أبو عبد الله، الإمامُ، الحافظُ، المُقْرِئُ، المفسّر، من فقهاء التابعين، قتله الحجاج سنة ٩٥ هـ. ينظر: مشاهير علماء الأمصار، لابن حبان (ص: ١٣٣)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (٤: ٣٢١)، غاية النهاية، لابن الجزري (١: ٣٠٥)، طبقات المفسرين، للداوودي (١: ١٨٨).
(^٧) الحسن بن يَسَار البَصْريّ، أبو سعيد، إمام زمانه علمًا وعملًا، كان من فقهاء التابعين وفصحائهم وزهادهم، توفي سنة ١١٠ هـ. ينظر: حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني (٢: ١٣١)، وفيات الأعيان، لابن خلكان (٢: ٦٩)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (٤: ٥٦٣)، غاية النهاية، لابن الجزري (١: ٢٣٥).

1 / 76