195

Corrections in Understanding Some Verses

تصويبات في فهم بعض الآيات

Penerbit

دار القلم

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Lokasi Penerbit

دمشق

Genre-genre

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾. الحقيقة التي تقررها هذه الآية أن العلماء هم أقرب الناس إلى الله، وأكثر الناس خشية لله، لأن علمَهم عرّفهم بربهم، ومعرفتهم بربهم ملأت قلوبهم خشية له، وتعظيمًا لمقامه، وطلبًا لمرضاته، ورغبةً في طاعته. والعلماء الذين تُثني عليهم الآية هم العلماء المؤمنون الصالحون العابدون لله، الذين يزيدهم علمهم طاعةً وعبادةً، وابتعادًا عن المعاصي والفواحش. لكننا نرى بعضهم في هذا الزمان يعمم الآية على جميع العلماء، ويُدخل فيها علماء العلوم المادية البحتة من الشرقيين والغربيين، مثل علماء الطب والهندسة والفلك والاختراعات والذرّة، وعلماء النفس والمجتمع والحياة، فيجعل الآية تثني على هؤلاء المتخصصين بهذه المجالات، وتمدحهم، وتجعلهم أكثر الناس خشية لله. ولو كان العالم منهم كافرًا باللهِ، مشركًا به، ولو كان منغمسًا في الشهوات، مسرفًا في الملذات، مقبلًا على المعاصي، ولو كان يستخدم علمه في نشر الشر والفساد والرذيلة، واكتشاف ما يضر بالبشرية، ويوقعها في الهلاك والدمار.

1 / 198